You are currently viewing رسالة ماجستير غفران صالح / بعنوان: آل چوبان وأثرهم في الدولة الإيلخانية (694-728هـ/ 1294-1327م)

رسالة ماجستير غفران صالح / بعنوان: آل چوبان وأثرهم في الدولة الإيلخانية (694-728هـ/ 1294-1327م)

المستخلص

       بعد أن بعث القآان منكو خان أخاه الأصغر هولاكو للسيطرة على القسم الغربي من امبراطورية المغول عام 651ه/1253م، بدأ تاريخ جديد للمغول وللمشرق العربي الإسلامي في آن واحد، فقد تمكّن هولاكو من القضاء على قلاع الإسماعيلية في بلاد فارس عام 654ه/1256م، وعلى العباسيين في العراق عام656ه/1258م، وتمكّن في عام 654ه/1256م من تأسيس دولة في تركستان و بلاد فارس والعراق وشرق الأناضول والجزيرةالفراتية، عُرِفت بالدولة الإيلخانية، وتبعه في تولي الحكم أولاده وأحفاده، وبرز في دولة المغول الإيلخانية في بلاد فارس عدد من الشخصيات التي كان لها أثر سياسي وإداري وعسكري وعمراني، يعد الأمير چوبان من الشخصيات المهمة والبارزة في دولة المغول الإيلخانيين؛ وهو أحد القادة في الجيش الإيلخاني في عهد ثلاثة من الإيلخانات وهم كل من الإيلخان قازان خان(694-703ه/1294-1303م)، والإيلخان أولجايتو خان(703-716ه/1303-1316م)، والإيلخان أبو سعيد بهادُر خان(717-736ه/1317-1336م). فقد كان له أثر كبير في إرساء دعائم دولتهم، وساهم في قمع الكثير من الثورات والتمردات التي اندلعت ضدهم. لذلك فقد كان له ولأولاده أثر سياسي وإداري وعسكري مهم في عهودهم جميعاً.

       وأصبح الأمير چوبان أمير الأمراء والقائد العام للجيش الإيلخاني، فضلاً عن توليه الوصاية على الإيلخان أبي سعيد بهادُر، عندما كان عمره ثلاثة عشر عاما؛ فتحكم به وبالبلاد كيفما شاء؛ إذ عمل على تنصيب أولاده في الولايات الإيلخانية وسيطروا على مقاليد الحكم فيها، وقويت علاقته بالسلاطين الإيلخانيين بعد أن ارتبط بعلاقات مصاهرة معهم.

       وكان للأمير چوبان فضلاً عن أثره السياسي والعسكري أثراً إدارياً بارزاً وأعمالاً عمرانية عديدة أبرزها بناء المدرسة الچوبانية في المدينة المنورة وحفره قناة للمياه في المسجد الحرام بمكة المكرمة.

       ولسعة سلطاته تعرَّض الأمير چوبان لمحاولات اغتيال عديدة، ولم يسلم من وشايات الحاقدين عليه وانتهت بمقتله مع أولاده جميعاً بأمر من الإيلخان أبو سعيد عام 728ه/1327م.

أولاً: أهمية الموضوع

 تبرز أهمية هذا الموضوع في أنَّ الأمير چوبان يعد أحد القادة البارزين في دولة المغول الإيلخانيين في بلاد فارس؛ إذ كان له ولأولاده أثر سياسي وإداري وعسكري مهم في عهد الإيلخانات الثلاث وهم قازان خان وأولجايتو وأبو سعيد خان.

ثانياً: اسباب أختيار الموضوع

 سبب اختيار هذا الموضوع هو للتعرف على أصول الأمير چوبان وأسرته واثره في الدولة الإيلخانية وسبب مقتله؛ إذ جاءت هذه الدراسة بعنوان (آل چوبان وأثرهم في الدولة الإيلخانية (694-728ه/1294-1327م).

       ولم تخلُ هذه الدراسة من بعض الصعوبات منها قِلَّة المعلومات في المصادر العربية التي تناولت الدراسة، فالمعلومات التي وردت في هذه المصادر كانت أمّا هامشية أو تطرقت إليه بشكل غير مباشر، لذلك كان لابد من الاعتماد بشكلٍ أساسيًّ على ما وفرّته المصادر الفارسية من مادة تاريخية شكلت الجزء الأهم الذي اعتمدت عليه هذه الرسالة، وكذلك صعوبة في قِلَّة المعلومات في المصادر الفارسية عن سورغان شيره واولاده جيمباي وتوداون إذ تم الاعتماد فقط على مصدرين وهما كتاب التاريخ السري لمؤلف مجهول، وكتاب جامع التواريخ لمؤلفه رشيد الدين فضل الله (ت718ه/1318م)، فضلا عن قلة المعلومات عن بداية ظهور الأمير چوبان ونشأة أولاده، فضلاً عن ذلك كان ضرورة شراء معظم المصادر الفارسية من إيران ومن ثم ترجمتها للعربية وهي الصعوبة الأخرى التي واجهت الدراسة.

       أما الدراسات السابقة فقد أختلفت عنواناتها عن هذه الدراسة إلا أنها تناولت بعض الأحداث في الدولة الإيلخانية في مكان وزمان معينين منها:

   1_ متعب حسين قثامي، دراسة بعنوان آسيا الصغرى خلال العهد المغولي (641-736ه/1243-1336م)، أطروحة دكتوراه مقدمة إلى جامعة أم القرى/ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، عام 1426ه/2005م.

   2_ رحمة بنت حمود بن فطيس النفيعي، دراسة بعنوان العلاقات السياسية لدولة إيلخانات المغول (658-756ه/ 1260-1355م)، أطروحة دكتوراه مقدمة إلى جامعة أم القرى/ كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، 1434ه/2013م.

   3_ جاسم محمد لعيبي الساعدي، دراسة بعنوان الدولة الإيلخانية في عهد السلطان أبي سعيد (716-736ه/ 1316-1335م)، رسالة ماجستير مقدمة إلى جامعة المستنصرية/ كلية التربية، عام 1438ه/2017م.

        ومن الجدير بالذكر أن موضوع هذه الدراسة كان فيه بعض من التباين مع بقية الدراسات السابقة له؛ إذ تناول دور سورغان شيره وأولاده جيلاوغون وجيمباي في تأسيس دولة المغول، وذكر فيه دور سودون بن جيلاوغون في عهد جنكيز خان، فضلاً عن ذلك تناول أبناء وأحفاد سودون بن جيلاوغون ودورهم في الدولتين المغولية والإيلخانية. وتناول بدايات الامير چوبان في عهد الإيلخان أرغون كقائد عسكري، فضلاً عن أنه تناول زوجاته وأولاده واحفاده، تناول ايضاً صفات الأمير چوبان وأعمله العمرانية ومذهبه.

       وقد اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها على مقدمة، وثلاثة فصول، وانتهت بأهم الاستنتاجات التي توصلت إليها الدراسة، ومن ثم ملحق، وقائمة بأهم المصادر والمراجع المستخدمة، وفيما بعد ملخص للدراسة باللغة الإنكليزية.

        تضمن الفصل الأول الذي جاء بعنون (آل چوبان_ أصولهم الأولى وأثرهم في الحملات المغولية_ تأسيس الدولة الإيلخانية) أربعة مباحث، شمل الأول الاصول الأولى للعائلة وأثرهم في تأسيس دولة المغول، وقد أشرنا فيه إلى قبيلة سولدوس وبداية ظهور سورغان شيره وأثره مع أولاده جيلاوغون وجيمباي في إنقاذ تيموجين (جنكيزخان) من الموت وأثرهم في حروبه ضد أعدائه. أمّا المبحث الثاني فقد ذكر فيه الأبناء والأحفاد، وهم سودون بن جيلاوغون وأبنائه واحفاده لاسيما ابنه توداون جد الأمير چوبان، وسيرة الأمير چوبان وأسرته.

اترك تعليقاً