You are currently viewing اطروحة دكتوراه / صالح حسن

اطروحة دكتوراه / صالح حسن

المُستخلَصُ 

يشكل محصول قصب السكر ما نسبته نحو (70%) من انتاج السكر في العالم،  لاحتوائه على نسبة عالية من مادة السكروز، وبما ان العراق يقع شمال خط الاستواء، فهو بهذا يقع في منطقة انتشار المحصول، وتعد زراعته ناجحة في العراق تحت ظروف المنطقة الوسطى والجنوبية، وذلك لتوفر البيئية الملائمة، ولاسيما المناخية منها، لا تعتمد زراعة  محصول قصب السكر على طول المدة الملائمة لنموه فحسب, و انما أيضا على مقدار ما يتجمع خلالها من وحدات حرارية لنضجه، مما يدل على وجود جدوى اقتصادية لمحصول قصب السكر في منطقة الدراسة، يحتاج قصب السكر أيضاً الى عدد من الوحدات الحرارية اليومية المتجمعة فوق الحد الادنى لنموه والبالغ (12مْ) لكي ينضج, ودون هذه الحرارة لا يمكن للمحصول أن يصل الى مرحلة النضج حتى اذا توافرت المتطلبات المناخية الأخرى, وكلما كانت كمية الحرارة المتراكمة كبيرة نضج المحصول بسرعة اكبر, وهذا ما يفسر سبب تباين موسم نضج المحصول من منطقة الى اخرى او من بلد الى اخر.

لقد اجريت تجربة في مواقع مختلفة من محافظة ديالى، زرعت بثلاثة اصناف من محصول قصب السكر من نوع ((CP81-325 و(CP89-2143) و(CP72-2086) في الموسم الربيعي للعام (2019)، بعد اعداد وتهيئة الارض الزراعية، حيث تم حرثها وزراعتها في نهابة شهر شباط في اراضي زراعية تتراوح مساحتها ما بين (250م2350م2) عائدة الى مؤسسات ودوائر حكومية، كذلك تم نصب (7) محطات مناخية بحثية نوع (اوريول)، على مستوى الاقضية في محافظة ديالى؛ لمعرفة وقراءة العناصر المناخية بما فيها درجات الحرارة مع بداية شهر اذار وحتى نهاية شهر كانون الاول ولمدة (10) اشهر؛ بهدف دراسة تأثير الحرارة المتجمعة في نضج محصول قصب السكر ومعرفة درجات الحرارة التراكمية خلال مدة نمو المحصول من الزراعة حتى الحصاد, وانعكاس تأثير هذا التراكم الحراري على تراكم السكر في سيقان قصب السكر, والتبكير في النضج من جهة, والحصول على مردود للسكر من وحدة المساحة و أعلى نسبة في نقاوة العصير، والصفات التكنولوجية الأخرى من جهة ثانية، ومن هنا تمت دراسة التأثير المباشر لعنصر الحرارة في مؤشرات النمو الخضري، وتأثيراتها في مؤشرات الإنتاجية. 

   وأن مجموع الحرارة المتجمعة خلال مدة نمو المحصول وصل في اشهر حزيران وتموز وآب ولجميع الاصناف نحو(4958مْ،5207مْ،5530مْ) على التوالي في منطقة الدراسة، مما حسن إنتاجية حاصل السيقان، بينما بلغ المتوسط العام للحرارة المتجمعة في جميع مناطق الدراسة نحو(4646مْ)،في حين سجل اعلى متوسط للحرارة المتجمعة لكل من المقدادية والخالص وبلدروز حيث بلغ (4759مْ ،4735مْ،4726مْ)على التوالي للأصناف الثلاث، كما كان للحرارة دور مؤثر في اتجاهات عديدة كسرعة تحول السكريات الأحادية إلى سكروز, ومن ثم توفير الوقت اللازم لانتقال السكروز إلى الاوراق في وقت مبكر أو الإسراع في التحول من مرحلة اشتداد النمو الخضري والدخول في مرحلة النضج، لأنها تعد من أهم وأكثر العوامل فعالية في دفع المحصول باتجاه النضج، وتبين من خلال حساب معامل الارتباط وجود ارتباط إيجابي عالي المعنوية بين مدة نمو المحصول ومجموع درجات الحرارة التراكمية, وقد بلغت قيمة معامل الارتباط الناتج من تأثير الحرارة المتجمعة (R=0.926)،وعند مستوى دلالة معنوية(0.003)،مما يظهر أن هناك دوراً واضحاً لدرجات الحرارة المتجمعة في التأثير على الصفات الإنتاجية والتكنولوجية لقصب السكر.

اترك تعليقاً