You are currently viewing أطروحة دكتوراه  / سامي نصيف

أطروحة دكتوراه / سامي نصيف

اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند 

 

المستخلص 

 

 

 أمَّا بعد… فقد عني علماؤنا الأجلاء علماء النقد الأدبي بدراسة الشعر العربي ونقده عناية لا حدود لها ، وقد اعتنوا بدراسة عمود الشعر؛ لأثره في الشعر العربي الذي من خلال قواعده  يُرى الشعر بتمامه وكماله ، وبدأت الدراسات  قبل أن يصرَّح به وذلك في مرحلة متقدِّمة من التاريخ العربي ، وهي مرحلة التلميح به.

أما ظروف اختيار الموضوع فبعد مداولة أساتذة قسم اللغة العربية الأفاضل ، هداني الأستاذ المساعد الدكتور سعد جمعة المحترم إلى موضوع بحثي الموسوم بـ ( عمود الشعر في الدراسات النقدية والبلاغية عند العرب ).لأبحث في المصطلح ومراحل تطوُّره ، وأبحث في بداية اكتشاف عناصر العمود واكتمالها ، بعلمَيْ النقد والبلاغة ، وقد قسَّمته على ثلاثة فصول ، تتبعها الخاتمة والمصادر والمراجع .

وجاء الفصل الأول بعنوان : (عمود الشعر عند القدماء)، وقد بحثت فيه مراحل تطوُّر مصطلح عمود الشعر في النقد العربي القديم وكيف أَّسَّسَ له مجموعة من الشعراء، والنقاد، والأدباء العرب ، وكان في مقدِّمتهم وأول من ذكر مصطلح عمود الشعر صريحاً الآمدي (ت370هـ ).أمَّا قبله فذُكِرت بعض القواعد والمقوّمات الخاصة بالشعر العربي التي سمّيتها بواكير أو بدايات الوعي بالمصطلح . وانعقد الفصل بثلاثة مباحث وهي:

 المبحث الأول 🙁 بواكير الوعي بالمصطلح )، وتحدَّثت فيه عن مراحل الوعي بالمصطلح وقد مرَّ بمراحل متعددة عند القدماء قبل التصريح به، وكان في مقدِّمتهم الأصمعي        (ت 216هـ). أمّا الخطّابي ( ت 388هـ) فقد جعل العمود أكثرَ ركيزةً وأهمِّيَّةً في صفات البلاغة بعد ازدياد الوعي العربي . ولم يُذكرْ المصطلح بشكلٍ صريحٍ إلَّا في القرنِ الرابعِ الهجريِّ وذَكَرَهُ الآمديُّ وسأبحثه في المبحث الثالث .

المبحث الثاني : ( تطور المصطلح)، فكانت البداية عند عمرو بن بحر الجاحظ ، وقد وردت لفظةُ العمود عنده قبل الكثير من نقّاد وأدباءِ عصرهِ ، فقد ذكر المصطلحَ لكن بما يخصُّ صفةَ البلاغة أو الخطابة، أما ابن قتيبة وقد قسّم الشعر على أربعة أضرب ، وأوضح أثر هذه الأضرب  بعناصر عمود الشعر .

المبحث الثالث : (نضج المصطلح )، وقد سعيت في هذا المبحثِ إلى الوقوفِ عند ظاهرةِ اكتمال الرؤيةِ النقديَّة الخاصَّةِ بمصطلح ( عمودِ الشعرِ) ، وانتقال تلك الرؤية من بداية  تداولِه كمصطلحٍ إلى مرحلةِ نضوجه  فقد ذَكرَ الآمديُّ مصطلحَ عمود الشعر، في كتاب      الموازنةِ حينَ وازنَ بين شعر أبي تمامٍ حبيبٍ بن أَوْسٍ الطائي  ، و شعر أبي عُبادة الوليد بن عُبيد البُحتري. أما من حددها واعتمدَها فهو المرزوقي وبيَّنَ  مَّنْ التزمَ بها وبنى شعرَه عليها فهو من الفحول ومن المفلقين.

وجاء الفصل الثاني بعنوان: ( عمود الشعر في الدراسات المعاصرة )، وبحثت فيه ما حصل في شعر شعراء المحدثين من تغيّر  وأثره في عناصر عمود الشعر.

وانعقد بثلاثة  مباحث :

 المــبحث الأول : (أسس عناصر عمود  الشعر)، فبحثت في نعوت عناصر الشعر، وهي نعت اللفظ ، ونعت الوزن ، ونعت القوافي  ، ونعت المعاني .

 المبحث الثاني : ( علم البديع ) ، بحثت في التجنيس، والمطابقة والمقابلة، وردّ العجز على الصدر، والمذهب الكلامي، وجاء أيضاً (محاسن الكلام في الشعر)، وبحثت فيه : الالتفات وقد سمَّاه قومٌ الاعتراض، والرجوع، وحسن الخروج ، وتأكيد المدح بما يشبه الذمَّ ، وتأكيد الذمِّ بما يشبه المدح ، وتجاهل العارف ، والهزل يراد به الجد، والتعريض والكناية ، والإفراط في الصفة ، والتورية .  

المبحث الثالث 🙁 التجديد في الشعر)، وتضمن الموازنة بين القديم والحديث ، وقضية اللفظ والمعنى ،والمطبوع والمصنوع .

أمَّا الفصل الثالث فجاء بعنوان : (توظيف عناصر عمود الشعر في المناهج الأسلوبية ). وانعقد بأربعة مباحث وهي :المبحث الأول بعنوان :(المستوى الصوتي)، بحثت فيه أثر الظواهر الأسلوبيَّة للأصوات في عمود الشعر من خلال استحداث المعاني والإيقاعات أو الموسيقى الداخلية، وأهم ظاهرة هي تكرار الأصوات.

المبحث الثاني بعنوان: (المستوى التركيبي) بحثت فيه الخصائص البلاغية المؤثرة في تركيب النصوص الشعرية أو في تركيب السياق وأثره في عمود الشعر.

المبحث الثالث بعنوان : ( المستوى الدلالي) وبحثت فيه أثر استحداث المعاني بعناصر عمود الشعر ، من خلال متغيرات اللغة المجازية وعلاقاتها كالمجاز والتشبيه والاستعارة والكناية .

المبحث الرابع بعنوان :(الشعرية  العربية والتلقّي في عمود الشعر) وتضمَّن المبحث صلة الشعريَّة  بعمود الشعر العربي .

أهم من درسَ هذا الموضوع د. وليد إبراهيم قصاب في كتابه ( قضيّة عمود الشعر في النقد العربي القديم ) وقد استعملْتَهُ ووظففْتَهُ كثيراً ، و كذالك د. رحمن غركان ( مقومات عمود الشعر الأُسلوبيّة في النظرية والتطبيق )،د. توفيق الزيدي ( عمود الشعر ـ قراءة في الشعريّة عند العرب )، د. عبد الكريم محمد حسين ( عمود الشعر مواقعه ووظائفه وأبوابه)، د. محمد بن مريسي الحارثي ( عمود الشعر النشأة والمفهوم )، كل هذه المصادر أو المراجع تبحث في قواعد الشعر العربي التي وضعها القدماء وترتبط بالتقاليد الشعرية المتوارثة ومن يراعي تلك التقاليد يقال إنّهُ التزم عمود الشعر .

اترك تعليقاً