You are currently viewing أطروحة دكتوراه  / ميسون عدنان

أطروحة دكتوراه / ميسون عدنان

اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند 

 

المستخلص 

 

توجّهت الدراسات النقدية حديثاً إلى دراسة القضايا الأدبية ومحاولة تقديم رؤية وموقف واضح منها، ولم يكن النقد العربي عموماً والعراقي خصوصاً بمعزلٍ عن مستجدات الساحة النقدية ومايحدث فيها من تطورات فرضتها روح العصر والحداثة في مختلف الموضوعات والقضايا المطروحة للتحليل، والنقاش، والحوار، وفي ظلّ تلك اليقينيات والتصورات انبثقت دراستنا من اتجاهين مختلفين الأول معاينة الخطاب النقدي للأستاذة الدكتورة (بشرى البستاني) بوصفها ناقدة كتبتْ كثيراً من الخطابات النقدية التي توزعت مابين الكتب، والبحوث، والمقالات انطلاقاً من رؤية نقدية نابعة من مرجعية استقت أُسسها من الدراسات العربية-التراثية والحديثة- والغربية معاً فهي ناقدة معاصرة لما يجري في الساحة الأدبية والنقدية اليوم، إذ سعت لتقديم الحلول والمعالجات التي تنسجم مع الإشكاليات التي يعاني منها عصرنا، ففي هذا الاتجاه اكتسب الخطاب النقدي للبستاني أهميته وقيمته من أجل التحليل والمناقشة0 أمّا الإتجاه الثاني فهو الخطاب النقدي لمجموعة من النقاد والباحثين الذين درسوا شعر (بشرى البستاني) بوصفها شاعرة لها حضورٌ واضحٌ في الثقافة ،إذ إنّ  التطورات والتحولات في بنية شعرها، جذب عناية النقاد إلى دراسته والكشف عن مكامن الإبداع فيه، ولم يكن هذا الجهد النقدي أقل ثراءً من ذلك النتاج، بل كان موازياً له فقد حاولوا تكوين خصوصية لمنجزها الشعري على وفق رؤية توزعت مابين موضوعية تارة وذاتية أخرى، وقد تنوعت تلك الخطابات النقدية ما بين دراسات أكاديمية من أطاريح، ورسائل جامعية، وبحوث مستقلة، ومقالات في دوريات مختلفة، كما تعددت اتجاهاتها على وفق المناهج النقدية المتعددة،فقد بدأت قراءتنا النقدية من مضمون تلك الخطابات؛ بغية توضيح بعض الحقائق معتمدين القراءتين المفصّلة والفاحصة، ولاسيما البحوث والكتب النقدية التي تحتوي على خطابات متنوعة، أمّا الرسائل والأطاريح فلم نغفل عن قراءتها وملاحظتها ملاحظة فاحصة والأشارة إلى جهود الباحثين فيها0  ولربَّ سائل يسأل عن الغرض وفكرة الجمع بين هذين الإتجاهين المختلفين في الدراسة؟ يمكن القول إننَّا بحاجة ماسة ومتجددة في التفتيش عن الشخصيات الإبداعية العراقية، ولاسيما من النساء والكشف عن خطاباتهن المتنوعة خاصةً إذا كانت المبدعة تجمع الأمرين النقد والشعر معاً، هذا ما ولّد الرغبة في دراسة (بشرى البستاني) بوصفها ناقدة أولاً تمتلك خطاباً نقدياً لايمكن التغاضي عنه، ومنقودة ثانياً وذلك في ضوء الاهتمام النقدي الكبير الذي حظي به منجزها الشعري، فقد حاولنا معاينة ذلك الخطاب النقدي في شعرها الذي اتسم بالتنوع فلا يمكن لأي باحث إلّا أنْ يستثمره؛ لذلك جاء البحث فرضاً علمياً يحاول الكشف عن السمات والمزايا والآراء والمواقف النقدية المتنوعة مابين خطاب البستاني النقدي وبين الخطاب النقدي في شعرها0 من أجل ذلك جاءت الأطروحة لتجيب عن السؤال الإفتراضي الذي وضِع لإجله عنوانها لذا فقد بُنيت على تمهيد، وبابين في كل باب فصلان وفي كل فصل مبحثان أمّا التمهيد فهو بعنوان(المرأة المبدعة بين النقد والشعر) درست فيه وضع المرأة العربية عموماً والعراقية خصوصاً،وما مرّت به من معاناة وصولاً إلى العصر الحديث الذي شهد مجموعة من النساء اللواتي تميزن بنتاج إبداعي واضح، ومن هؤلاء النساء بشرى البستاني الأمر الذي جعلنا نعرض في التمهيد أولاً:(مكانة بشرى البستاني في الثقافة العراقية)،ثانياً: (التوجه المعرفي والفكري للناقدة بشرى البستاني)0  أمّا الباب الأول فقد خصّصناه للخطاب النقدي عند بشرى البستاني، إذ إشتمل على فصلين الأول: بعنوان(الخطاب النقدي المفاهيمي بين الرؤى التنظيرية    والإجراءات التحليلية) فقد احتوى هذا الفصل مبحثين الأول: خصّصته للجانب التنظيري من خطاب بشرى البستاني النقدي، إذ كان بعنوان (الرؤى التنظيرية للمفاهيم في الخطاب النقدي) فقد خصّصناه لرؤية الناقدة النقدية في بعض المفاهيم والمصطلحات وكيف تواءَمت هذه الرؤية مع الخطاب النقدي المعاصر عامة، أمّا المبحث الثاني: فيأتي بعنوان(الإجراءات التحليلية في الخطاب النقدي)وقد خصّصناه للجانب التطبيقي ومدى مواءَمة طروحاتها النظرية للأجراءات التطبيقية0

    أمّا الفصل الثاني فيجيء بعنوان(الخطاب النقدي لفاعلية التداخل بين الرؤى                التنظيرية وإجراءات التحليل) وقد اشتمل مبحثين الأول:(فاعلية التداخل والرؤى التنظيرية) ركّزنا فيه على تنظيرات الناقدة بشرى البستاني في مفهوم التداخل وأهميته في الثقافة الغربية والعربية وموقفها من التداخل في الخطاب النقدي0

     أمّا المبحث الثاني: (فاعلية التداخل وإجراءات التحليل) ركّزنا فيه على الجانب التطبيقي الذي تبنّته الناقدة عرضنا فيه بعض التطبيقات الأدبية الشعرية والسردية

      وكانت غايتنا من هذين الفصلين محاولة توضيح الإتجاهات التي نهجتها الناقدة بشرى البستاني في خطابها النقدي الذي نحى في تصورنا إلى إتجاهين الأول: إتجاه المناهج النقدية المختلفة المتداخلة، والثاني: إتجاه سلّط الضوء على التداخل بين الفنون والنصوص، وقد طبّقنا الفكرة نفسها في الباب الثاني الذي خصّصناه للخطاب النقدي في شعر بشرى البستاني بوصفها شاعرة، وقد قسّمناه  على فصلين الأول: بعنوان(إتجاهات تلقي الشعر)،إذ اشتمل على مبحثين الأول بعنوان (نقد شعر البستاني بين الواحدية والتعددية الإجرائية) ركّزنا فيه على الدراسات التي التزمتْ المنهج الواحد والدراسات التي التزمت بالتعددية المنهجية في دراستها لشعر الشاعرة0 أمّا المبحث الثاني:(التداخل في شعر بشرى البستاني قراءة في الرؤية والإجراء) فقد احتوى على بعض الدراسات التي سلطت الضوء على التداخل الحاصل بين الشعر والفنون الأخرى، وعلى التداخل بين النصوص- التناص- وكذلك التداخل العروضي الذي وظّفته الشاعرة وعناية الدراسات بهذا النوع من التداخل،أمّا الفصل الثاني فقد كان بعنوان(إتجاهات نقد شعر البستاني بين التأويل والدراسات الثقافية) يشتمل مبحثين الأول: بعنوان(نقد شعر البستاني بين القراءة والتلقي والتأويل)ركّزنا فيه على الدراسات المختلفة التي تعكس قراءات وتأويلات متعددة0أمّا المبحث الثاني: بعنوان ( الدراسات الثقافية ونقد شعر البستاني)وقد ركّزنا على الدراسات التي إنظوت تحت خيمة مايسمى بالدراسات الثقافية يعقب كل ذلك خاتمة تضمّنت مجموعة من النتائج ثم قائمة المصادر والمراجع التي تنوعت ما بين القديم والحديث، لتوثيق المعلومة بدقّة علمية،ولم يكن اختيارنا في توزيع الدراسات يعتمد على قِدمها أو حداثتها، وإنّما اعتمدنا على المناهج النقدية التي تنتمي إليها هذه الدراسات والتي نجد بعضها لم  

       يصرّح أصحابها عن مناهج دراستهم، فكان لزاماً علينا توضيح الطبيعة المنهجية التي اعتمدها أصحابها0

       سعت الأطروحة إلى إبراز بعض جوانب ذلك الخطاب وتسليط الضوء عليها, الأمر الذي أدى إلى اختلاف عدد الفصول في كلِّ باب, إلى جانب حجم كلّ فصل،وقد إعتمدت دراستنا منهجاً يرتكز على منهج نقد النقد، إذ مثّل هذا المنهج إحدى الصعوبات التي واجهتنا في الكتابة ؛لأنّه فرض على الباحثة التعرّض بالنقد والمناقشة لآراء باحثين يفوقونها خبرة، وعلماً، وأدوات نقدية، ومن الصعوبات الأخرى سِعة الخطاب النقدي وكثرته، ولاسيما الذي درس شعر الشاعرة بشرى البستاني مما أدّى إلى صعوبة تصنيفه وتوزيعه على خطة البحث، إلى جانب الصعوبة في الحصول على بعض المصادر والإلمام بها للإشتغال فهي كثيرة ومتوزعة في أماكن مختلفة فكانت طريقة الحصول عليها أمرٌ ليس باليسير 0

     أمّا المصادر والمراجع التي أفدنا منها فقد كان في مقدمتها كتب الناقدة بشرى البستاني وبحوثها، ومقالاتها، وحواراتها في الصحف، والمجلات الدورية المنشورة على مواقع الإنترنت إلى جانب الكتب النقدية التي أخذت منجزها الشعري بالدراسة والتحليل، فضلاً عن اعتمادنا عند مناقشة الخطاب النقدي بشكل عام الرجوع إلى بعض المصادر النقدية بغية التأكد من القضايا النقدية المعروضة للمناقشة والتحليل0

اترك تعليقاً