رسالة ماجستير دلو سعيد / بعنوان:متصرفو لواء دَيالى وأثرهم في المجتمع المحلي (1921- 1958م) دراسة تاريخيّة

المستخلص

     تتناول الدراسة هذه دور مُتصرّفي لواء دَيالى في تحسين مختلف الأوضاع الداخليّة في اللواء وتطويرها، إذ كانوا يشرفون على تنظيم حياة الناس في اللواء، ويرتبطون بوزير الداخليّة ورئيس السلطة التنفيذيّة(رئيس الوزراء)، فللمتصرّف الكثير من الصلاحيات التي تخوّله القيام بالواجبات الموكلة له والتي تكون ذات صلة بمراقبة تطبيق السياسات والقوانين النافذة فـــــي اللواء الذي يكلف بإدارته، والمحافظة على الأمـــــــن وتوفير الأمان للأفــــــراد والجماعات، واقتراح الخطط وتقديم المشورة بكل ما يتعلّق بوحدته الإدارية من حاجات وخدمات للمواطنين، والإشراف على النشاطات والفعاليات العامة، والمحافظة على الأموال العامة والمرافق التي تخدم المواطن ، فضلًا عن النظر بكافة القضايا والشكاوي المقدّمة له من المواطنين، وإيجاد الحلول المناسبة لها لتحقيق العدالة والمساواة لجميع المواطنين.

هدف الدراسة:

  • تسليط الضوء على متصرفو لواء دَيالى في المدة(1921- 1958م).
  • التعرف على أهم الشخصيات الإدارية التي تسنمت مهمة متصرفيّة لواء دَيالى، وتسليط الضوء على سيرها الذاتية، وأبرز أعمالها وأنشطتها لاسيّما الشخصيات التي أدت دورًا بارزًا في تاريخ دَيالى الإداري والاجتماعي والاقتصادي المعاصر.
  • تتبع أهم الآثار التي تركها بعض متصرفي لواء دَيالى في المجالات العمرانيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة كالزراعة، والتعليم، والصحة، ومشكلات الملكية الزراعية وغيرها.
  • أسباب اختيار الموضوع :
  • رغبة الباحث فـــي دراسة التاريخ الإداري ولاسيّما دور متصرفو لواء دَيالى فـــــي الحياة الاقتصاديّة والاجتماعية والسياسيّة في مدة الحكم الملكي(1921- 1958م).
  • أهمية المتصرفون في تطوير الحياة الاجتماعيّة والاقتصاديّة فـــــي دَيالى لاسيّما معالجة مشكلات الأراضي وتحسين الزراعة وزيادة الانتاج المحلي، كون دَيالى لواء شكل فيه الفلاحون من أبناء العشائر أغلبية واسعة من مجموع سكان اللواء فـــــي مـــــدة الدراسة.
  • إثراء المكتبة العراقيّة والعربيّة بنتاجات أكاديمية تتتبع تاريخ قيادات الجهاز الإداري (المتصرفون) وأثرهم في الحياة العامة لاسيّما هنالك قلة بالدراسات الأكاديميّة التي تناولت هكذا موضوعات.

إشكالية الدراسة  :

     شهد لواء دَيالى في مدة الدراسة الكثير من الأحداث والتغيرات الاجتماعيّة والاقتصاديّة فضلًا عن السياسية المتسارعة، ومن أهمها خروج العثمانيين مـــــن العراق ووقوعه تحت الاحتلال البريطاني، وقيام الحكم الوطني ســــنة(1921م) وصولًا إلى نهاية الحكم الملكي، وبرزت شخصيات إدارية ذات كفاية ومقدرة إدارية تولت قيادة الإدارة المحلية في لواء دَيالى كأحد أهم الألوية العراقية، وأدت تلك القيادات الإدارية(المتصرفون) دورًا مهمًا في معظم الأحداث الداخليّة ولاسيما الاقتصاديّة والاجتماعيّة ، وبرزت منها شخصيات وطنيّة كان لها آصار محمودة في العمل الإداري والاجتماعي والاقتصادي الناجز فـــــي لواء دَيالى وقتذاك. وفي ضوء هذا نطرح الإشكاليّة الآتية :

من هم متصرفو لواء دَيالى، وسيرهم الشخصية والوظيفية، ومدد تسنمهم العمل الإداري في متصرفية اللواء، وعلاقاتهم مع السلطات الأخرى، ودورهم فـــــي تطور الأوضــــاع الاقتصاديّة والاجتماعيّة والخدمية في لواء دَيالى حتى نهاية مدة الدراسة.

فرضية الدراسة:

   وهنا نطرح التساؤلات الآتية التــــي ستجيب عنها الرسالة فـــــي مباحثها وفصولها المختلفة:

  1. ما هي طبيعة أوضاع دَيالى العامة أواخر العهد العثماني ومدة الاحتلال والإدارة البريطانية، حتى تأسيس الحكم الوطني عام(1921م).
  2. ما المقصود بالمتصرف ؟ وما هي مهامه وواجباته بموجب القوانين والأنظمة العراقية النافذة يومذاك.
  3. ما هو دور المتصرفون في معالجة المشكلات الاجتماعيّة والاقتصاديّة، وتحسين الواقع الخدمي والمعاشي للمواطنين في لواء دَيالى في مدة الدراسة.
  4. من هم أبرز متصرفو لواء دَيالى وخلفياتهم الاجتماعية والإدارية ، لاسيّما الذين نجحوا في إدارة اللواء وتحسين واقع الحياة الاقتصادية والاجتماعية فيه.

المنهج المتبع في الرسالة

      اعتمد الباحث على المنهج التاريخي الوصفي مع تحليل أهم الأدوار التي أداها متصرفو لواء دَيالى ابان مدة الحكم الملكي، مع اعتماد التسلسل الزمني للأحداث ، والمحافظة على وحدة الموضوع في الفصول والمباحث التي قُسمت إليها الرسالة.

الإطار الزمني للرسالة

     جرى تحديد العام(1921م) بدايةً للرسالة إذ تمثل بداية تأسيس الحكم الوطني في العراق ، وشهدت البلاد تَغيرات اجتماعيّة واقتصاديّة وسياسيّة كثيرة انعكست على طبيعة حياة المجتمع العراقي ولاسيّما إصدار القوانين والأنظمة التي حددت طبيعة مهام متصرفي الألوية وواجباتهم الوظيفية ، أما جعل العام(1958م) لنهاية الرسالة لكونه شهد تغيرات سياسيّة واجتماعيّة جوهريّة أهمها تبدل النظام السياسي من ملكي إلى جمهوري، وتغير في إدارات الأولويّة ومنها لواء دَيالى لاسيّما بعد تعديل التشريعات ذات العلاقة بالعمل الإداري ومهام المتصرفين في الألوية.

هيكلية الرسالة

      اشتملت الرسالة علـــــى أربعة فصول، ومقدمة وخاتمة ، تناول الفصل الأول:( لمحة تاريخيّة عن الواقع الإداري، والأوضاع العامة فـي لواء دَيالى أواخـر العهـد العثماني ، ومهام المتصرفون وواجباتهم حتى العام 1958م) ووزعت مادته على مبحثين، تناول المبحث الأول:(أوضاع دَيالى الإداريّة والعامة أواخر الحكم العثماني وحتى العام 1920م)، وعرج المبحث على الواقع الإداري والاجتماعي أواخر الحكم العثماني وحتـى العام (1914م)، وأوضاع دَيالى الإداريّة والاجتماعـيّة والاقتصاديّة خــلال الحــرب العالميّة الأولى (1914-1918م) مسلطًا الضوء على الاحتلال البريطاني لمناطق دَيالى،وطبيعة الأوضاع الاجتماعيّة والاقتصاديّة في دَيالى مدة الاحتلال البريطاني، فضلًا عن أوضاع دَيالى العامة خلال ثورة العشرين. وتطرق المبحث الثاني إلــــى(الإدارات المحليّة.. مفهومها، ومهام المتصـــرفون  وواجباتهم وعلاقتهم بالسلطات الأخرى)، موضحًا مفهوم الإدارة المحليّة، ومهام المتصرفون وواجباتهم الوظيفية، وعلاقة المتصرفيّن وصلاتهم بالسلطتين التشريعية والتنفيذية. وبيّن الفصل الثاني:(متصرفو لواء دَيالى وأثرهم الإداري والاجتماعي والاقتصادي والسياسي 1921- 1932م)، وتألف من مبحثين، تناول المبحث الأول: (الأثر الإداري والاجتماعـــي والاقتصــادي والسياســـي لمتصرفي لواء دَيالى1921- 1927م) ، إذ لخص السيّر الذاتيّة والإداريّة لمتصرفي لواء دَيالى وأنشطتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وهم كلٌ من: أحمد حالت(31 كانون الثاني1921-30 كانون الثاني 1922م)، ووهبي الخزرجي(30 كانون الثاني – 2 تشرين الأول1922م)، وأحمد حالت للمرة الثانية(7تشرين الأول 1922- 13أيلول 1924م)، وعلي جودت الأيوبي(13 أيلول1924- 25 كانون الثاني 1927م). وتتبع المبحث الثاني(متصرفو دَيالى وطبيعة مهامهم الوظيفيّة وأعمالهم الإداريّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة 1927-1932م)وهم كلٌ من: محمود نديم الطبقجلي(26 كانون الثاني– 12 كانون الأول 1927م)، وجميل المدفعي(13 كانون الأول 1927- 4 آب 1928م)، وعبدالرحمن بيك كاظم (5 آب 1928م – 1930م)، وعبدالله بيك الدليمي (1930- 14 كانون الأول 1931م) ، وعبد الرزاق حلمي (15 كانون الأول 1931- 11 آذار 1932م) .       

     وجاء الفصل الثالث تحت عنوان: (أثر متصرفو لواء دَيالى في المجتمع المحلي 1932- 1946م) ووزعت مادته العلميّة علـــــى ثلاثة مباحث، تناول المبحث الأول:( متصرفـو لـواء دَيالى وأثرهـم الإداري والاجتماعـي والاقتصادي 1932- 1937م) إذ بيّن أثر المتصرفين كلٌ من: محمود فخري بيك (8 حزيران 1932- 20 كانون الأول 1933م)، وأحمد عارف قفطان (20 كانون الأول 1933م – 2 أيار 1934م)، وأمين خالص (3 أيار 1934م- 7 نيسان 1935م)، وخليل عزمي( 8 نيسان 1935- 24 نيسان 1936م)، (8 كانون الأول 1936م- مطلع كانون الثاني 1937م). وتتبع المبحث الثاني: (متصرفو لواء دَيالى وأثرهم الاجتماعي والاقتصادي والسياسي 1937-1940م) إذ سلط الضوء على الأثر الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمتصرفين كلٌ من: أمين خالص(19 كانون الثاني – 16 تشرين الأول 1937م)، وعبدالرزاق حلمي(16 تشرين الأول 1937– 16 شباط 1938م)، وعبدالحميد عبدالمجيد(17 شباط 1938– 11 أيار 1939م)، وشاكر حميد مرهج(21 تشرين الأول 1939- 28 حزيران 1940م). وتطرق المبحث الثالث إلى: (الدور الإداري والخدمي والاجتماعي والاقتصادي لمتصرفي لواء دَيالى 1940-1946م) إذ تابع واقع الخدمات المختلفة التي قدمها متصرفي دَيالى كلٌ من: جلال الدين خالد(29 حزيران 1940- 11 شباط 1941م)، وعمر حفظي الملي (1942- 5 تشرين الثاني 1943م)، وعبدالرزاق عدوة(6 تشرين الثاني 1943م -22 آب 1944م)، ومصطفى اليعقوبي(23 آب 1944م -27 أيلول 1946م).

     أما الفصل الرابــع: (متصرفو لـواء دَيالى وأثرهـم الاجتماعــــي والاقتصادي والسياسي 1946- 1958م) فقد وزعت مادته على ثلاثة مباحث، تابع المبحث الأول: (متصرفو لواء دَيالى ودورهم الاجتماعـي والاقتصادي والسياسي1946-1950م) وهم كلٌ من: موسى كاظم شاكر(23 تشرين الثاني1946-10كانون الثاني 1948م)، وجمال عمر نظمي(11 كانون الثاني1948- 14حزيران 1949م)، وفخري الطبقجلي (15 حزيران 1949- 10 حزيران 1950م) . وتطرق المبحث الثانـي إلى: (متصرفـو دَيالى وانجازاتهم الاجتمـاعيّة والخدمـيّة والاقتصاديّة 1950- 1953م) وهم كلٌ من:عبد الرسول الخالصي (15 حزيران1950م – 19 تموز 1951م)، ومصطفى اليعقوبي (20 تموز 1951- أيلول 1952م )، وحسن الطالباني (أيلول 1952- 6 آب 1953م). وتابع المبحث الثالـث: (متصرفـو دَيالى ودورهـم فـي تطويــر الخدمـات الاجتماعيـة والاقتصـاديّة وموقفهم مــن الأنشطـة السياسيّة 1953- 1958م) وهم كلٌ من: نجم الدين صائب(12كانون الأول1953-4 تشرين الأول1956م)، وعبد الكافي عارف(1956 – 30 أيلول 1957م)، ونعيم ممتاز الدفتري(1957- 14 تموز 1958م). أما الخاتمة فقد سجلنا فيها أهم الاستنتاجات عن طريق دراستنا لمتصرفي لواء دَيالى وأثرهم الاقتصادي والاجتماعي والإداري والسياسي في لواء دَيالى(1921-1958م).

اترك تعليقاً