أطروحة دكتوراه أسامة شاكر/ بعنوان:سياسة الولايات المتحدة الأميركية تجاه إندونيسيا (1967-1987)

المستخلص

       شغلت السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية حيّزًا بارزًا في الدراسات الأكاديمية، ولاسِيَّمَا بعد مُدّة ما بعد الحرب العالمية الثانية، إذ ترسخت في تلك الحقبة مفهوم زعامة العالم، ونبذ سياسة الانطواء والعزلة بصورة جذرية، إذ شهد القرن العشرين تغيرات واسعة وجلية في السياسة الأميركية، تمثلت بمحاولة حلولها محل فرنسا وبريطانيا في جنوب شرق آسيا، ولتحقيق ذلك سلكت طرائق مباشرة وغير مباشرة، من أَجل تأَمين مصالحها الاقتصادية، وسبل تحقيق غاياتها وأهدافها العسكرية كثوابت أساسية.

       ازدادت مكانة إندونيسيا بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية إبان مُدّة الحرب الباردة، وتصاعد حدّة الصراع بين المعسكرين الرأسمالي والشيوعي، ونتيجة لذلك عملت واشنطن على إقامة علاقات متينة مع إندونيسيا، ولاسِيَّمَا أَنَّ الأخيرة تتمتع بموقع إستراتيجي بارز في جنوب شرق آسيا، وتعدّ رابع دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية، فضلًا عن ذلك أَنَّها تتميز بتنوّع اقتصادي منها النفط، والمطاط، والمنسوجات وإِلى آخره، ولذلك حظيت بحرص أميركي، إذ عملت الأخيرة على إبعادها عن النفوذ الشيوعي، وكسبتها إِلى المعسكر الرأسمالي.

       إِنَّ إطار بيان سياسة الولايات المتحدة الأميركية وأهميتها تجاه إندونيسيا 1967-1987، هو لإزاحة اللثام عن الغموض الذي اكتنف موضوع الدّراسة، في محاولة لإضافة دراسة أكاديمية باللّغة العربيّة ترفد المكتبات العراقيّة والعربية بها.

       اختير الإطار الزمني للدراسة عام 1967، أي العام الذي تسنم فيه الرئيس سوهارتو رئاسة الجمهورية الإندونيسية، إذ اتبع سياسة تختلف عن سلفه الرئيس أحمد سوكارنو تجاه الولايات المتحدة الأميركية، فضلًا عن أَنَّها تكملة لدراسة سابقة جرى ذكرها في متن الدّراسة، وتوقفت الدّراسة عن العام 1987، وهو نهاية عهد إدارة الرئيس ريغان، الذي شهدت فتورًا بالسياسة الأميركية تجاه إندونيسيا، نتيجة ردة الفعل الدولية للاحتلال الإندونيسي لتيمور الشرقية بين مؤيد ومعارض، إذ تزعم الكونغرس الرأي الأخير، ولاسِيَّمَا أَنَّهُ كان المحرك الأساس للسياسة الخارجية، فضلًا عن ذلك خفة حدة الصراع بين المعسكر الرأسمالي والشيوعي.

       يجب الإشارة إِلى المنهجية في إعداد هذه الدّراسة، إذ إِنَّها خلت من التوازن بين الفصول والمباحث، نظرًا إِلى يحتويه كُلّ فصل من أحداث ومعلومات غطت موضوعاتها، فضلًا عن ذلك استعمل الباحث في إعداد دراسته التسلسل الزمني في عددٍ من فصول الدّراسة، وكذلك اعتمد على وحدة الموضوع.

اترك تعليقاً