You are currently viewing رسالة ماجستير الاء ساهي / بعنوان: توظيف الأسطورة في شعر أجود مجبل

رسالة ماجستير الاء ساهي / بعنوان: توظيف الأسطورة في شعر أجود مجبل

المستخلص

فقد حظيت الأساطير بأنواعها ، الدينية والأدبية والتاريخية والواقعية بعناية الدّارسين ؛ وذلك بسبب البصمة التي تركتها الأساطير على الأدب شعره وسرده ، ولم تكن هذهِ الدراسة لشعر أجود مجبل هي الفريدة في هذا الميدان ، فقد ظهرت دراسات عديدة تناولت ضمنًا شيئًا من الأساطير والمظاهر الفنية الأخرى ، وقد كان شعر أجود مجبل قد حظي بمكانة واضحة في المنجز الإبداعي الأدبي الحديث في العراق ، وتجلّت هذهِ المنجزات في جوانب كثيرة ، لعلّ أبرزها تأثيرًا وفاعلية توظيفه للأساطير الواقعية ، وقد كانت عملية الخلق الشعري عنده تمثل تعبيرًا متطورًا ومتجددًا، وتميزت قصائد أجود مجبل بثقافة عالية ؛ إذ شكلت الصور الفنية والرموز الأسطورية وما تضمنه من نمط خاص بوصفه نوعًا من الانفعال الحي ، وهذا الأمر يرتبط بالنسيج الداخلي للقصيدة ، وان النصّ الإبداعي قائم على سيرورة الإنتاج ؛ فهو يمثل الانبثاق الذي يطرحه نسيج المجتمع ، ولذلك فإننا نجد حضورًا للأسطورة في بنيتهِ الإنتاجية ، وهذا الحضور لا يمثل الظهور الخاص بعناصر أسطورية فقط ، وإنّما يمثل الحضور في بنيات النصّ العميقة ، ولم يعد غريبًا أن يزخر شعرنا المعاصر برموز وأساطير جعلت تجارب الشعراء مميّزة ، وفتحت أمامهم آفاقًا واسعة للإبداع ، والشاعر أجود مجبل من المبدعين الذين عرفوا كيف ينهلون من الأساطير .

       فقد مثل أجود مجبل الشعر والدراما ، ومن هنا وانطلاقًا مما ذكر لفت انتباهي الأستاذ الدكتور (علي متعب جاسم) إلى ظاهرة توظيف الأساطير في شعره، وصادق على ذلك مثنيًا أستاذي المشرف الأستاذ الدكتور (إياد عبد الودود عثمان) ، فكان العنوان : (شعر أجود مجبل – دراسة في ضوء النقد الأسطوري) ، لقد بدا لي الموضوع صعبًا في الوهلة الأولى ، وبعد استقراء الأمثلة الشعرية وتأملها تحوّل الغموض إلى جمال ، والصعب إلى حافز للتفكير المنهجي ، ووضع خطة أعانني عليها أستاذي المشرف مشجّعًا ؛ فقد تألفت الدراسة من تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة ؛ كشف التمهيد عن شعر أجود مجبل في معيار الجِيَليّة على أساس أن للجيليّة علاقة بتطوّر الذائقة النقدية والبلاغية ، وكشف أيضًا عن مفهوم الأسطورة وعلاقته بالنقد والأدب وما يرتبط بهما .  

       جاء الفصل الأول بعنوان (الطابع الترميزي للشخصيات الأسطورية) وقد خصّصته للرموز الأسطورية واستخرجتُها بشكلها الصريح الظاهر ، وقد قسم الفصل على مبحثين : الأول : الشخصيات الأسطورية بوصفها رمزًا ، والثاني : الشخصيات المؤسطرة .

       أمّا الفصل الثاني فكان بعنوان (التفكير الأسطوري) ؛ إذ تطرقت فيه إلى الطريقة التي ظهرت فيه الأسطورة في شعره ونمط التفكير الأسطوري الذي أسهم في الأداء الشعري ، وقد قسم الفصل على مبحثين: أسطرة الواقع ، أسطرة الزمكان .

       وكان الفصل الثالث قد درس الظواهر الفنية البارزة التي رافقت التوظيف الأسطوري في شعره ، فكان عنوان هذا الفصل (الظواهر الفنية في شعره) ، وقد بحث في اللغة الشعرية بأنواعها وكشف عن التشبيه والاستعارة بوصفهما أظهر أنماط التصوير ، ومن ثم رصدت الإيقاع في شعره ، ثم انتهت الرسالة إلى خاتمة لخّصت النتائج والملاحظ العلميّة المشتقة من الرؤية الشموليّة .

       إنّ أبرز ما واجهني هو أن الدراسات الأسطورية بها حاجة إلى رصدٍ وتأنٍّ وقراءات فاحصة لما فيها من غموض منتج يقود إلى طرائق متقدّمة في التفكير النقدي، ومتمرّسة في التعامل مع الأساطير وعوالمها المدهشة .

       واعتمدت الرسالة على المنهج النقدي الأسطوري القائم على الوصف والتحليل .        من الدراسات التي سبقت دراستي في تناول عيّنة شعر أجود مجبل رسالة الماجستير التي كتبها (حماد شهاب أحمد) المعنونة : (الاحتجاج في مجموعة مناسك تشرين للشاعر أجود مجبل) ، وقد تناول الرموز والأساطير ضمن إجراءاته الحجاجيّة. ورسالة ماجستير أخرى كتبها (أحمد محمد أحمد الجبوري) معنونة بـ : (الوطن في شعر أجود مجبل الخفاجي) ، وقد تناولت صورة الوطن بأنواعهِ المأساوية والثائرة وغيرها ، وتكلمت عن مظاهر الانتماء والولاء للوطن ، وكتب عيال الظالمي (قارئ الماء قراءة في شعر أجود مجبل) ، وكان الكتاب على قسمين أحدهما يبحث في البنية والآخر في النقد الثقافي ، وقارئ الماء أتى من المكان الذي يعيش به الشاعر (سوق الشيوخ) القريبة من الأهوار

اترك تعليقاً