You are currently viewing رسالة ماجستير جمانة زيدان / بعنوان: كتـاب التّصغِير لابْن السِّكِّيت (ت:244هــ)جمع وتحقيق ودراسة

رسالة ماجستير جمانة زيدان / بعنوان: كتـاب التّصغِير لابْن السِّكِّيت (ت:244هــ)جمع وتحقيق ودراسة

المستخلص

ويعدُّ هذا الكتاب الثَّالث في سلسلة المفقُود فِي التَّصغير بعد كتابي الرؤاسيِّ والفرّاء، وهو الأَول جَمعًا وتَحقيقًا ودِراسةً.

واستَعنتُ باللَّه تعالى وبدأَتُ في جمعِ ما ذُكر عن التَّصغِير منسوبًا للكتابِ أَوّلاً، ثُمّ ما نُسبَ لابنِ السّكّيت في موضوعِ التَّصغِير، ثُمَّ ما كان له مِن رأيٍ فِي تَصغِيرِ بعضِ الأَلفاظِ، وما شرحهُ من أشعَارٍ، وما علَّقَ عليه، وبعدَ أَنْ انتَهينا من الجمعِ والحصرِ، أَشرقتْ الشَّمسُ على تلك النُّصُوص لتخبِرنا عن قُدرتِها على أَنْ تكون مادَّةً صالحةً للدِّراسةِ، وكتابًا مقبولًا في موضُوع التَّصغِير.

 وبِموجِب ما جُمع مِن مادةٍ اقتضت الحاجة أَنْ تكون الدِّراسة على قسمين ضمَّتْ فُصُولًا ومباحث، وسُبقت بمُقدِّمة ولُحقت بخاتمةٍ:

القِسْمَ الأَوَّلِ: وهو قسم الدِّراسة قَسَّمته على فصلينِ:-

أمّا الفَصلُ الأَوَّل فعقدتهُ على: التَّعريف بابن السّكّيت وهو بثلاثة مباحث، أَوَّلها: الحديثُ فيهِ عن سيرتهِ، ومضمُونها اسمهُ ولقبه، ومولدهُ ونَسبه، ونَشأَتهُ وعِلمه، وشعرهُ، ومنزلتهُ وأقوال العلماء فيه، ومقتله.

 وتضّمن المبحث الثَّاني: الحديث عمّا وصل إِلينَا مِن خبرِ آثارهِ، ومضمُونها: المطبُوعةُ، والمخطوطة، والمفقودة، والمنسوبة إِليه.

 وتابعتُ في المبحثِ الثَّالث: الحديث عن شيوخهِ الَّذين تلقَّى العِلم عنهم، ومن ثَمَّ تلاميذه الَّذين أخذوا العلم عنه. وقد انتفعت في دراستي لسيرة ابن السّكّيت، مِن المصادر والدراساتِ السابقة، منها: كتاب اِبن السّكّيت اللغويَّ، وكتاب المُذكَّر والمُؤنَّث لابن السّكّيت (قِسم الدِراسة).

والفصلُ الثَّانِي : جاءَ متضمّنًا دراسة كتاب التَّصغير: ولقلَّة ما توارد عن خبر الكتَاب وضَعتُ الكَثِير مِن المادَّة مِن دون سندٍ، لعدم توافر ما يثبتُ ذلكَ لقلَّة ناقليهِ، وقَد جاءتْ دراستهُ بثلاثة مباحث: الأَوَّل منها، اشتملَ على: عنوان الكتابِ وهو ما كان تحت عنوانٍ واحِدٍ لا غير فلم يختَلف فيهِ، وتَوثيقِ فُقدانِ الكتابِ، وتَوثِيق نِسبة الكتَابِ لابن السّكّيت، وحجم الكتاب، ومَنهج ابن السّكّيت في كتابهِ، ومصادر كتاب التّصغير، وموضوعات كِتَاب التَّصغِير، ومنهج ابن السّكّيت في عرضِ نُصوصه.

أَمَّا المبحثُ الثَّانِي: فتَحدَّثتُ فيهِ عمَّا يخصّ عملي، ومنهجي في تتبُّعِ نُصوص الكتاب وتوثيقِها، وجاء متضمّنًا : مصَادري في جمع الكتَاب، تتبعت فيه المصادر التي أفادتنا في جمع نصُوص الكتَاب وترتيبها، وتحديِد المصادِر الّتي نعود إليها، وأيضًا عَملي فِي جمع نصُوص كِتاب التَّصغِير وتحقيقها، وتوثيق النّصّ لابنِ السّكّيت، ومنهجي في عرض النصوص؛ ومضمُونه تبويب الألفاظ، وترتيب الحواشي، وتخريج الأَشعار، والأَمثال.

والمَبحَث الثَّالث: خصَّصته للتَّصغيرِ في التُّراثِ اللغويِّ، وتضمَّن ذلك (مَوضوع الكِتَاب) وهو على تَقسيماتٍ تخصُّ موضوع التَّصغِير: التَّصغِير لغةً واصطلاحًا، وعرضَتُ آراء العلماء في التَّعريف به، وأَيّهم أَشمل تعريفًا، ثمَّ تناولتُ القواعد الخاصّة بموضوع التَّصغِير وتفصيلاته مِن صيغٍ وشروطٍ ومعانٍ وشواذَ وموانعَ، وذكرتُ بعض الأَمثلة مِن الكتَاب المجموع، ثُمَّ تحدَّثتُ بعدها عن دراسة النصوص ضمن قواعد التَّصغير، ثمَّ تحدثتُ عن العُلماءِ الَّذين تناولوا مَوضوع التَّصغِير في أَبوابِ كتبهم ومن خصَّص له فصولاً وأَبوابًا، ثمَّ توقَّفتُ عند الَّذينَ أَلَّفُوا في التَّصغِير مؤلَّفاتٍ مستقلَّةً، وجمعتُ نصوص التَّصغير عمَّن نقل عنهُم القول في الأَلفاظِ المصَغَّرة.

أَمَّا القِسْمُ الثَّانِي: فهو (نصُّ كتاب التّصغير المَجموع) فقسَّمتُ مادَّةَ الكتابِ على وفقِ أَبوابٍ ثَلاثةٍ، بحسبِ الصِّيغِ الثَّلَاثة لِموضُوعِ التَّصغِير، وقد رتّبتُ الألفاظ داخلَ الباب بحسبِ التَّرتيب الهِجائيِّ، وقد ضمَّت الأَبواب تلك النُّصوصِ الَّتي جمعناها، بعد أَن تأَكَّدنا من نسبتِها لابنِ السّكّيت، ويصاحبُ هذا الجمع تخريجُ النُّصوص من المُصنَّفات والآثار، وتخريج الآيات القُرآنيَّة، والأَحاديث والأَقوال، ثمَّ الأَشعار وقَائليها، وأَقوَال العُلماء، وخرَّجتُ الأَمثَال، ونَظَرًا لِكثرَةِ المواضعِ والبلدانِ خرَّجتُ ذلك أَيضًا، فضلًا عن تَفسيرِ الغريب مِن الأَلفاظِ مِن خلالِ معاجم اللُّغة المعروفة، وذكرتُ بعض لغات الأَلفاظ الَّتي اخُتلف في ضبطِهَا، ولُغات بعض أَلفاظِ التَّصغِير الَّتي ذكرها غير ابن السّكّيت، فضلًا عن ذلك وضّحتُ الأَلفاظ المذكَّرة والمؤَنَّثة لما في ذلك مِن اختلاف في تَصغيرها، ثُمَّ ذكرت بعض الأَلفاظ الَّتي حازتْ على جموعٍ مُتباينة، وأخيرًا عرَّفتُ بغيرِ المعروفين من علماء العربيَّة.

ثُمَّ اتْبعتُ الدِّراسة والنُّصوص بخاتمةٍ ضمَّنتها أَهمَّ النَّتائج الَّتي توصَّلتُ إِليها لما استَطعتُ جمعه من نصوصِ كتابِ التَّصغِير، ثُمَّ وضعتُ بعد الخاتمة ما صنعتُه من الفهارسِ العامَّة المُتضمِّنة (أَوَّلاً: فهرِس الآيات القرآنيَّة، ثانيًا: فهرِس الأَحاديث، ثالثًا: فهرِسُ الأَشعارِ والأرجاز، رابعًا: فهرسُ الأَعلام، خامِسًا: فهرِس البلدان والمواضع، سادِسًا: فهرس الألفاظ المصغرة، سابعًا: فهرس الأَمثَال والأَقوالِ).

ثمَّ قائِمة المَصادِر والمَراجِع، أَمَّا أَهمُّ المَصادرِ الَّتي انتفعتُ منها فهي: (العُبَاب الزَّاخر واللُّبَاب الفَاخِر) و(الذَّيل والتَّكملة والصِّلة) لِلَصَاغَانِي (ت650هـ)، لأَنَّه أَوَّل من صَرَّح بِالنقلِ عنه، ثُمَّ كتَاب (المذَكَّرِ والمؤنَث) لابنِ السّكّيت لمَا اِشتمل عليه مِن نصُوصٍ مصغَّرةٍ وفيرةٍ.

وقد تَضمنت نصوصُ كِتاب التَّصغِير المجموعة ما عثرتُ عليه مَنسوبًا لابن السّكّيت في كِتابهِ، وهي قليلةٌ، والنصوص الأُخرى الَّتي نُسِبت إلى ابن السّكّيت في مَوضُوعِ التّصغِير، والقسمُ الآخر هو أقوالُ ابنِ السّكّيت في تصغِيرِ الألفاظ في كتبهِ المطبوعة ولا إشكال في نسبتِهِا إلى كتاب التَّصغِير، فإذا كان ابن السِّكّيت قد ذكرها في كِتابٍ لم يخصّه بالتَّصغِير كإصلاح المنطق والألفاظ والإبدال فمن المؤكد أنّه ذَكَرها في الكِتابِ الّذي خصّه بالتَّصغِير، فيكون المذكور في كتبهِ المطبوعة مكررًا لما في كتابهِ المفقود، كما تكررت النصوص بين الإبدال والألفاظ والإصلاح.

وهذا الّذي اتبعنَاه في جَمعِ نُصوص الكِتاب المَذكور، وهو مَا اتَفق عليهِ المُنظّرون لعلمِ تَجميعِ التُراث المفقُود، فضْلًا عن ذلك اتَبَعت المَنهج الّذي اِتَبعوه ممن سبقني في جمع نصوص كُتبٍ مفقودة .

أَمَّا أَبرَزُ الصُّعوباتِ فهي: البحثُ عن كتابٍ لعالمٍ متقدِّمٍ من القرن الثَّالث الهجريِّ، فَضلاً عن قلَّةِ النُّصوصِ الَّتي صُرِّح بنسبتها لكتاب التَّصغِير وندرتها، وقلَّة النَّاقلين عن كتاب ابن السّكّيت، فضْلًا عن الظُّهور المتأخِّر للكتاب في القَرن السَّابع، ومن ذلك أَنَّ ابن السّكّيت قَد أُشبع دراسةً، ومن تلك الدِّراسات كتاب (ابن السّكّيت اللغوِيُّ) لمُحيي الدِّين تَوفيق، وآخرُ دراسةٍ للباحث رياض كامل محمود الَّتي قدّمها لتحقيقه كتاب (المذكّر والمؤنَّث)، وذُلَّلت تلك الصعوباتُ بمعُونةِ من تصدَّى للإِشراف على هذه الرِّسالة.

أَتقدَّمُ بالشُّكر الجزيل والعرفان الفضيل إلى شيخي وأُستاذي المُشرف الدّكتور: مَكِّي نَومَان مَظلُوم، الَّذي زَرع فِينا حُبَّ التُّراث وجمعه وتَحقيقه، وحُبَّ اللُّغة العربيَّة وإِثرائها بالمصنَّفاتِ الجديدة، فجزاهُ اللَّهُ خيرًا لما بذلهُ مِن جُهدٍ ونُصحٍ وصبرٍ وتوجيهٍ، ودأبه القراءة والتَّتبُّع والتَّقويم، وأُثني بالشُّكر له على تزويدي بالمصادر الَّتي تعسَّر الحُصول عليها، وأَسأَل اللَّه تعالى أَنْ يجعل هذا العمل في ميزان حسناتي وحسناته ومن اللَّه كُلُّ التَّوفيق.

ولا يفوتني أَنْ أقدِّم شكري وامتناني لأَخي وزميلي ( رياض كامل محمود) على تزويدي بالمصادر والمعلومات والمُتابعة، وأَشكر زميلتي (تبارك مُظفَّر علي) على كلِّ ما قدَّمته لي أثناء رحلة كتابتي، فضلًا عن الإِفادة من رسالتها في تتبع منهج وخطوات الجمع لكون عملها أقرب الأعمال إلي .

يعدُّ هذا النوع من العمل الَّذي هو (جمع النُّصوص وتحقيقها)، خاليا من المخطوط ، ويتمُّ على جمع المادَّة من متون المصنَّفات، قد يعتري بعض النّصوص عدم الكمال أو لا تتحقَّق الصورة الحقيقية للَّنصِّ، لعدم وجود دليلٍ يحقّق ذلك، لذا يعدّ هذا العمل قابلًا للتَّعديل والإضافة والتَّقويمِ، فضلًا عن إمكانيَّة وجود نصوصٍ تستحدث لسببٍ من الأسباب.

اترك تعليقاً