المستخلص
إنَّ دراسة حياة الأسر الحاكمة في جوانبها المختلفة تعد من الدراسات المهمة للخوض في تفاصيل حياتهم، ولا سيما اذا كان ارتكاز الدراسة على مصادر التراث العربي الإسلامي والتي منها الكتب الأدبية إذ لا نجافي الحقيقة اذا قلنا ان كتب الأدب تعد ذات قيمة علمية امتازت بذكر الأحداث التاريخية المتنوعة، ما يدعو الباحث الى الركون إليها للإفادة منها في دراسة الأحداث التاريخية .
وفي ضوء هذه المعطيات وقع اختيارنا على دراسة الجوانب التاريخية عن الأسرة الأموية في كتاب (التذكرة الحمدونية) لابن حمدون (ت 562ه/ 1167م)، والولوج في جميع الروايات التاريخية من خلال هذا الكتاب، فهو أحد الكتب الأدبية وموسوعة ضخمة تقع في عشرة مجلدات اشتملت على الكثير من الأدب والنوادر والأشعار، فضلاً عن الجوانب التاريخية التي جاءت اغلبها عرضاً في تضاعيف اجزاء هذه التذكرة العشرة.
وبناء على ما تقدم وقع اختيارنا الى دراسة الجوانب التاريخية عن الأسرة الأموية من خلال هذا الكتاب لغرض تسليط الضوء وإعطاء صورة متكاملة عن هذه الأسرة وإبراز دورهم على مستوى النظام السياسي وبعض الأنظمة الإدارية والاجتماعية والاقتصادية.
وبحسب اطلاعنا وطوال مدة البحث والدراسة لم نجد هناك دراسة علمية تطرقت الى دراسة الجوانب التاريخية للأسرة الأموية أو عن جوانب هذا الموضوع من خلال هذا الكتاب.
لم تخلُ هذه الدراسة من بعض الصعوبات منها قلة إيراد المصادر للمعلومات الخاصة عن ابن حمدون ولا سيما العلمية من حيث رحلاته وشيوخه وتلاميذه، إلا أنها لم ترد إلينا سوى معلومات يسيرة موجودة عن سيرته الشخصية إلا ما كتبه هو عن نفسه، فضلا عن ذلك ان اغلب مؤلفاته لم تتمكن الباحثة من الحصول عليها كونها غير مطبوعة أو مفقودة ومن الصعوبات الأخرى التي واجهتنا في الدراسة هي ضرورة التتبع الدقيق لجوانب الروايات التاريخية التي غالباً ما وجدناها مبعثرة في متون أجزاء التذكرة العشرة ، وقد حاولنا جاهدين ان نجمع ما وجدناه وما يتعلق بموضوع الدراسة .
وقد تم تقسيم الدراسة الى ثلاثة فصول سبقتها مقدمة تطرقنا فيها لأهمية الموضوع وتحليل المصادر والمراجع، وخاتمة أجملنا فيها اهم النتائج التي وصلت إليها الدراسة ثبت بأهم المصادر والمراجع المستخدمة، وملخص باللغة الإنجليزية .
تضمن الفصل الأول الذي جاء بعنوان (ابن حمدون وحياته وسيرته العلمية) ثلاثة مباحث شمل المبحث الأول: ذكر سيرته الشخصية من حيث اسمه ونسبه وكنيته ولقبه وولادته ونشاته وصفاته والوظائف التي تقلدها ، في حين تناول المبحث الثاني عصر المؤلف الذي تحدث عن الحياة السياسية والاقتصادية والعلمية والفكرية في حين تناول المبحث الثالث سيرته العلمية رحلاته وشيوخه وتلاميذه وعلومه ومؤلفاته ومعارفه ومؤلفاته ومنهجه وموارده .
وتضمن الفصل الثاني: الذي جاء بعنوان (الجوانب التاريخية عن الأسرة الأموية حتى سنة 64 ه/ 684 م)، ثلاثة مباحث: الأول جاء بعنوان الجوانب التاريخية المتعلقة بالأسرة الأموية الغير الحاكمة، والمبحث الثاني الجوانب التاريخية عن الأسرة الأموية الحاكمة في العصر الراشدي ، والمبحث الثالث الجوانب التاريخية للأسرة الأموية للفرع السفياني .
وتضمن الفصل الثالث الذي جاء بعنوان (الجوانب التاريخية للأسرة الأموية للفرع المرواني حتى نهاية الدولة الأموية سنة 132 ه/ 750 م) ، مبحثين الأول بعنوان المروانيون الكبار من سنة 64 _99 ه/ 685 _ 719 م ، أما المبحث الثاني المروانيون المتأخرون من سنة 99 _ 132 ه/ 719 _750 م .
