You are currently viewing أطروحة دكتوراه رعد ماموك / بعنوان: المُنْصِفات في الشعر الجاهلي (دراسة في ضوء نظرية القراءة والتلقي) 

أطروحة دكتوراه رعد ماموك / بعنوان: المُنْصِفات في الشعر الجاهلي (دراسة في ضوء نظرية القراءة والتلقي) 

المستخلص

يمثل موضوع المنصفات جانباً مهماً أصيلاً في المنجز الإبداعي العربي ولم يحظَ بعناية كبيرة من الدارسين, ولا يجد الباحث أن الموضوع استوفى بتجلٍّ ووضوح في الدراسات السابقة لذلك تتطلب هذا الموضوع دراسة جديدة تنسجم مع متطلبات الدراسات الأدبية المعاصرة وتقديم رؤية جديدة, لذلك كانت هذه القضية من أهم الاستدعاءات التي دعتنا لدراسة هذا الموضوع, ولا يخفى على المنشغلين في الأدب ان مفهوم المنصفات يستدعي اطالة الوقوف عنده والتعريف به حيث أن أغلب الدارسين مرّ بتلك الأشعار، وكانت إشارتهم موجزة كذلك ندرة الدراسات الخاصة أو إفراد دراسة بها وحدها هذا الذي جعل الباحث يفرد لها شرحاً من التأصيل إلى استقرار المفهوم ثم يفرد دراسة لبيان مفاهيم نظريه القراءة والتلقي كونها مع المنصفات تشكل صلب الموضوع في تمهيد هذه الأطروحة، وكانت مآلات استقطاب القارئ التي استعملها الشعراء في شعر المُنْصِفات ذلك هو محور الدراسة التي قام بها الباحث وخصها في الفصل الأول , وخص الفصل الثاني من الاطروحة في دراسة أفق التوقّع ومساراتُه في قصائد المنصفات وفي تقصٍّ لمعايير الشعراء لما كان متوقعاً في قصائدهم ثم الخروج بأفق غير متطابق يكسر الكلاسيكية التي اعتاد المتلقي انتظارها وقراءتها في كلّ نصّ شعري جاهلي، وجاء الفصل الثالث مفككاً النص من صومعة القراءة الحقيقية التي تحتضن النص إلى قراءة ضمنية تكشف خباياه وتعطي قراءات مختلفة للنصوص قد تمثل مقصد الشاعر التي أراد بأسلوبه من الخفاء والإضمار في القصيدة.

وقد واجهت الباحث في هذه الاطروحة عدة عقبات من بينها أنَّ هناك شعراء مقلين لم تبوب أشعارهم في دواوين خاصة لذلك تطلبت الدراسة التحري الدقيق على نسبة القصائد إليهم والاعتماد على المصدر الأساسي لتلك القصائد ناهيكَ عن الكثير من الأبيات التي لم يعرف لها قائل لذلك نقلها الباحث بعد الاطمئنان إنه لا يوجد قائلاً معروفاً لها ونقلها الباحث باسترسال كما ذكرت في المصادر دون ذكر قائلها.

وكذلك أن بعض الألفاظ في شعر المنصفات تحمل أكثر من معنى لذلك تطلب من الباحث أن يفهم معنى المفردة الدقيق هذا من ناحية ومن ناحية أخرى مدى تطابق معناها مع مقصدية الشاعر ولو استطردنا اتجاه ناحية أخرى لا تقل صعوبة وعسر عن غيرها من الصعوبات في هذه الاطروحة.

أن الشاعر الجاهلي في بعض أبياته يعمد إلى توظيف الرمز فيبث في شعره لفظةً ظاهرة للعيان بمعنى أما في مكنونات الشاعر النفسية فهي تنحو بمعنى آخر يبتغيه الشاعر, كلّ هذه الالتباسات كان على الباحث مواجهتها بتمعن ودقّة خشية تقديم معنى لذلك الشعر غيره ما أراده الشاعر, لذا التزم الباحث بالتروي الكثير في دراسة وتحليل كلّ بيت شعري بعيداً عن الاندفاع لفكرة قد يراها الباحث صحيحة ومن دون تمحيص لها, لذلك كان السعي في الاطروحة في توخي الصواب في بيان شعر المنصفات وتقديمه للقارئ الكريم بمعناه وشرحه الدقيق.

وختاماً ومن باب الإنصاف في القول يقدم الباحث شكره الجزيل للباحثين الذين سبقوه في تقديم نتاجاتهم في شعر المنصفات وإن كانت بعيدةً بغاية البعد ولا تمت بصلةً في موضوع أطروحة الباحث في شعر المنصفات في ضوء نظرية القراءة والتلقي, ومن هذه النتاجات (كتاب المنصفات) تأليف عبد المعين الملوحي و (رسالة المنصفات في الشعر الجاهلي) للباحث ثابت محمد الصغير في جامعة أم القرى.

اترك تعليقاً