You are currently viewing رسالة ماجستير زهراء صالح / بعنوان: التفاعل الصرفيّ النحويّ عند ابن هشام الأنصاريّ (ت761هـ)

رسالة ماجستير زهراء صالح / بعنوان: التفاعل الصرفيّ النحويّ عند ابن هشام الأنصاريّ (ت761هـ)

المستخلص

فيعد أبو محمد عبد الله  جمال الدين بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاريّ المصري (ت761ه) من أبرز النحويين الذين ظهروا في القرن الثامن الهجريّ من الذين عرفهم تأريخ النحو العربي؛ إذ لاقت مؤلفاته عناية خاصة من لدن الدارسين واشتهر بعضها شهرة واسعة ولا سيّما مغني اللبيب.  

إنّ اللغة العربية من اللغات الحية التي كانت وما تزال لغة لشريحة كبيرة في أنحاء العالم، وقدّر الله لها البقاء والعمر الطويل لما لها من ميزات انمازت بها عن غيرها من اللغات، فهي لغة القرآن الكريم الذي لا تنقطع عجائبه ولا تُملّ غرائبه.

ويذكر أنّ للغة العربية نظامًا دقيقًا يتخلل كلّ مستوياتها، من شأنه أن ينظّم عملها ويحكم أمرها، وكانت قضية تفاعل المستويات اللغوية أدلّ على ذلك، وقد اختارت الباحثة تفاعل المستوى الصرفي مع المستوى النحويّ؛ لتعطي انطباعا على أنّ اللغة العربية صالحة لكلِّ زمان ومكان، ولتبيّن سرًا من أسرار خلودها ووجودها إلى وقتنا هذا.

 ولربما يتصوّر شخص ما أنّ الصرف لا يتجاوز التغيرات التي تحدث للبناء من إبدال وإعلال وقلب وغير ذلك، وأنّ النحو لا يتجاوز الإعراب والحركة الإعرابية فكان هذا البحث ليثبت مدى تعالق الصرف مع النحو في مواطن كثيرة.

 وأشير هنا إلى أنّ فكرة البحث كانت من طرح أستاذي المشرف الأستاذ الدكتور محمد بشير الذي أخبرته برغبتي في الدراسة الصرفية والنحوية وقد أشار عليّ دراسة أثر الأبنية الصرفية في النحو، وبعد التفكير والتمحيص استقرّ بنا الحال على العنوان (التفاعل الصرفيّ النحويّ عند ابن هشام الأنصاريّ (ت761ه) )، وقد كان تحديد عينة الدراسة من لدن أعضاء لجنة الحلقة النقاشية جزاهم الله عني خيرًا.

 وقد وجد الموضوع ترحيبًا واستحسانًا من لدن لجان القسم المختصة بما فيهم اللجنة العلمية، والجدير بالذكر أنّ إيثاري ابن هشام بالكتابة لما امتاز به تأليفه عن غيره من جمال الصنعة وقوة الأحكام ولتضمينه العديد من الوظائف النحوية شروطًا صرفية كما سيظهر في الفصول القادمة, فهو عندما يذكر الحد النحويّ يقيده بقيود صرفية.

مما كان سببًا أن نختاره عينة للدراسة التفاعلية بين المستوى الصرفيّ والنحويّ، فضلًا عن العقلية النحوية الاستنباطية التي يمتلكها ابن هشام -رحمه الله واحسن إليه- فالمستوى الصرفيّ عنده يمثل الأساس بالنسبة للمستوى النحويّ على الرغم من كثرة الأسس التي يعوّل عليها في تحديد نوع الوظيفة النحوية عند النحويين فإنَّ المبنى الصرفيّ عند ابن هشام قد شغل موقعًا بارزًا بين هذه الأسس لا يمكن إغفاله؛ بل إنَّه قد يكون الأساس الوحيد المعتمد عليه في إعراب الكلمة.

وقد هَدفَت هذه الدِّراسة إلى الربط بين مستويات اللغة الصرفية والنحوية والدلالية؛ لأنَّ الغاية من دراسة هذه المستويات هي تقويم اللسان العربي, وحمايته من الوقوع في اللحن, والعلاقة بين علمي الصرف والنحو علاقةٌ دلالية, يقوم معنى التركيب عليها, وقد قيل ليس للنحو من المعاني إلّا ما يقدّمه له علم الصرف من المباني.

ولعل من الضرورة بمكان أن أشير إلى الدِّراسات القريبة من الموضوع لعلّ من أبرزها:

  1.  (دور البنية الصرفية في وصف الظاهرة النحوية وتقعيدها) لطيفة النجار, في اللغة العربية وآدابها, في الجامعة الاردنية 1992م, وهي رسالة(ماجستير), وطبعت في كتاب سنة 1994م عن دار البشير.
  2. العلاقة بين النحو والصرف دراسة على الأسماء العاملة عمل أفعالها ( دراسة نحوية وصفية) لـ (سليمان آدم بحر محمد) إشراف الدكتور فاروق أحمد ابو كساوي, جامعة النيلين كلية الدراسات العليا 2018م, (رسالة ماجستير).
  3. الشروط الصرفية لوظائف الاسم النحوية ودورها في تحديد الإعراب أو تعدده: إعداد سعيدة محمد محمد صبح, المدرس بقسم اللغويات بكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات- الاسكندرية, المجلد الاول من العدد (25) لحولية كلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنات بالاسكندرية.
  4. علاقة الاشتقاق بالإعراب: لتوفيق العلويّ, المعهد العالي للعلوم الانسانية- جامعة المنار تونس حوليات الجامعة التونسية العدد (53), 2008م.
  5. الأسماء المشتقة بين الدلالة الصرفية والوظيفة النحوية اسم الفاعل (إنموذجًا): أ.م.د موسى حسين الموسوي, مجلة كلية التربية الأساسية للعلوم التربوية والانسانية-جامعة بابل, العدد (20), 2015م.
  6. 6-  (أثر الصيغة الصرفية في التوجيه النحويّ) للأستاذ الدكتور محمد ذنون يونس الفتحي و م.د. عبير طارق ظاهر الحاصود, وهو بحث منشور في مجلة كلية التربية جامعة واسط, العدد الاربعون, الجزء الثاني /آب/ 2020.

وقد تكونت الرسالة من تمهيد وأربعة فصول بعدهما الخاتمة ونتائج البحث و المصادر

أمّا التَّمهيد: فهو (مدخل تنظيري للتعريف بالتفاعل الصرفيّ النحويّ) بينتُ فيه علاقة الصرف بالنحو عند القدماء والمحدثين بشكل عام.

 أمّا الفصل الأوّل: فكان في (الجمود والاشتقاق وأثرهما النحويّ)، و قُسم على أربعة مباحث, تناولت في المبحث الأوّل: الجمود و الاشتقاق وأثرهما في الفضلات ووضحت فيه علاقة الجمود بالتمييز و علاقة الاشتقاق بالحال, و بالمفعول فيه أَمَّا المبحث الثاني: فضم الجمود والاشتقاق وأثرهما في التوابع ووضحت فيه علاقة الجمود بعطف البيان, والبدل, والنعت. أَمَّا المبحث الثالث: فتناول الاشتقاق وأثره في مسائل نحوية متفرقة، ووضحت فيه علاقة الاشتقاق بالاسم الموصول (صلة أل), وبمتعلق الظرف الجار والمجرور, و بالاشتغال. أَمَّا المبحث الرابع فتناولت فيه الجمود الاشتقاق وأثرهما في تحمُّل الضمير في النحو العربي ووضحت فيه تحمُّل الضمير في الأسماء المشتقة, و تحمُّل الضمير في الأسماء الجامدة المؤولة بالمشتق, و تحمُّل الضمير في الأسماء الجامدة جموداً محضاً

أمَّا الفصل الثاني: فقد جاء بعنوان (التصغير وأثره النحويّ) وَهُو يَتَألف من ثلاثة مباحث، المبحث الأوّل التصغير وأثره في الإعراب بالنيابة، وقسّم هذا المبحث على التصغير وأثره في إعراب الاسم الممنوع من الصرف,  والتصغير وأثره في إعراب الأسماء الستة بالحروف, والتصغير وأثره في إعراب جمع المذكر السالم, والتصغير وأثره في إعراب جمع المؤنث السالم، أمَّا المبحث الثَّاني فتَنَاولت فِيه (التصغير وأثره في الأسماء العاملة عمل الفعل) وقسم أَيضًا على التصغير وأثره في إعمال المصدر, وأثره في إعمال اسم الفاعل, وأثره في إعمال أمثلة المبالغة, وأثره في إعمال اسم المفعول اما المبحث الثالث فتَنَاولت فِيه التصغير وأثره في موضوعات نحوية متفرقة وقسم على: التصغير وأثره في إعراب أمس, و التصغير وأثره في جواز الابتداء بالنكرة

أمّا الفصل الثالث: فهو (المصدر وأثره النحويّ) وهو على ثلاثة مباحث: الأوّل تناولت إعمال المصدر عمل الفعل وقُسم على: شروط إعمال المصدر, أحوال المصدر العامل. أمّا المبحث الثاني فتناولت فِيه المصدر وأثره في المرفوعات وقسَّم على: المصدر وأثره في الخبر, وفي نائب الفاعل. أمّا المبحث الثاني فتناولت فِيه المصدر وأثره في المنصوبات وقُسّم على المصدر وأثره في المفعول المطلق, والمصدر وأثره في المفعول له, والمصدر وأثره في الحال, والمصدر وأثره في النيابة عن الظرف, وأما المبحث الثالث فتناولت فيه المصدر وأثره في التوابع, وتناولت فيه المصدر وأثره في النعت.

أمّا الفصل الرابع: هو (أبنية الفعل وأثرها في التعدي واللزوم) وهو على مبحثين: الأوّل المعايير الصرفية وأثرها في التمييز بين الفعل المتعدي واللازم أمّا المبحث الثاني فتناولت فِيه الوسائل الصرفية وأثرها في تعدية الفعل اللازم, وقُسم على: التعدية بأحرف الزيادة, والتعدية بالتضعيف, والتعدية بتحويل حركة عين الفعل.

الخاتمة: ورد فِيهَا أهم مَا توصل إليه البحث مِن نتائج. ثم أُلحِقَت بثبت المصادر النحوية والصرفية واللغوية والمراجع الحديثة.

 وجدير بالذكر أن أشير إلى أنّ أكثر مصادر ابن هشام(ت761ه) التي اعتمدتها في عملية البحث هي (مغني اللبيب, وأوضح المسالك, شرح قطر الندى, شرح شذور الذهب, والجامع الصغير، وشرح اللمحة البدرية) فضلًا عن إلى مصادره الأخرى وكذلك اعتمدت على مؤلفات أخرى للنحويين منها( الكتاب, لسيبويه (ت180ه) و الأصول في النحو لابن السراج (ت316ه) و شرح المفصل لابن يعيش (ت643هـ) وارتشاف الضرب لأبي حيان (ت745هـ) واللغة العربية معناها ومبناها لتمام حسان).

اترك تعليقاً