اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند
المستخلص
فيعدُّ الحِجاج حقيقةً تواصليّة راسخة, وجانبًا مهمًّا في المسار اللساني التداولي, وهو من المَداخل المهمّة في مقاربة النصوص ذات الصبغة الإقناعية ؛ لذا كان الهدف من هذه الدراسة بيان نوع من أنواع الحِجاج وهو (الحجاج اللغويّ) , ودراستهُ في كتاب مهم من كتب العربية, جمع معظم آراء العلماء ومَذاهبهم، ونظرًا لرغبتي في الدراسة اللسانية, فقد كان للمدرس الدكتور إيّاد سُليمان محمّد الفضل الكبير في اقتراح هذا العنوان, الذي جاء موسومًا (الحِجاج اللغويّ في كتاب التّذييل والتّكميل في شرح كتاب التّسهيل لأبي حيّان الأندلسيّ ت745ه) , وهدفتِ الدراسة إلى الكشفِ عن الظواهر اللغوية الحجاجيّة في كتاب التّذييل, واختُصّتْ في الحِجاج اللغويّ من دون الأنواع الأخرى تبعًا إلى قصديّة المتكلِّم من جهة, والمحتوى الذي تضمّنه المؤلَّف, والحُجج المقدَّمة فيه من جهةٍ أخرى.
وجاءتِ الدراسة مؤلَّفة من تمهيد وثلاثة أفصل , وخُتمت بأهم النتائج , ولائحة بالمصادر والمراجع , جاء التمهيد بعنوان (نظرية الحجاج وكتاب التذييل), وقد تألف من محورين : عرّفتُ في المحور الأول بالحجاج لغةً واصطلاحا , وتحدثتُ فيه عن نشأة نظرية الحجاج منذ القدم , وبيّنت أهم أركان النظرية الحجاجيّة اللغوية , ومبادئها , في حين تضمّن المحور الثاني الكلام عن كتاب التذييل ومحتوياته , ومنهج أبي حيّان فيه , أمّا الفصل الأوّل فجاء بعنوان (الأفعال الكلامية والحجاج اللغويّ) تحدثتُ فيه عن مفهوم الأفعال الكلامية ووظيفتها ونشأتها, ونقد هذه النظرية , ثمَّ علاقتها بنظرية الحجاج اللغويّ , وختمتُ الفصل بالحديث عن الأفعال الكلامية في الدرس اللغويّ العربي.
أما الفصل الثاني فكان عنوانُه ( السلالم الحجاجيّة في كتاب التذييل), وجاء على مبحثين , اختصَّ المبحث بدراسة قوانين السُلَّم الحجاجي , وبيّنتُ فيه مدى حجاجية النصوص وخضوعها لهذه القوانين , وتحدثتُ في المبحث الثاني عن السُلَّميات الحجاجيّة , وشرعتُ بدراسة السُلّمية المعجمية والصرفية , فضلًا عن سُلَّمية التركيب النحوي , تبعًا للألفاظ الواردة في الكتاب.
وكان الفصل الثالث بعنوان ( الروابط والعوامل الحجاجيّة في كتاب التذييل), وهو مشتَمِلٌ على مبحثين, اختصَّ المبحث الأوّل بدراسة الروابط الحجاجيّة, والثاني بالعوامل الحِجاجيّة , ثمَّ بيَّنتُ الفرقَ بينهما، ثم جاءت الخاتمة التي لخصتُ فيها أبرز ما توصّلتُ إليه من نتائج , ثمَّ اتبعتها بثبت المصادر والمراجع التي انْبَنتْ عليها قواعد الدراسة وأصولها, ولعلَّ أهمّها: الكتاب, وشرحه للسيرافي, ومعاني القرآن, و تسهيل الفوائد, وشرح الجمل لابن عصفور.
فضلًا عن الدراسات اللسانية الحجاجيّة الكثيرة , منها: أسلوبية الحجاج التداولي البلاغي للدكتور مثنى كاظم صادق , واللغة والحجاج للدكتور أبو بكر العزاوي , وفي نظرية الحجاج دراسة وتطبيقات للدكتور عبد الله صولة , ونظرية الأفعال الكلامية بين فلاسفة اللغة المعاصرين والبلاغيين العرب للطبطبائي .
وعلى الرغم من أنَّ موضوع الحِجاج قد دُرِس ونال نصيبًا كبيرًا من البحث, إلّا أنَّ ميولي إلى الدراسات اللسانيّة , وأخصُّ منها الحجاجيّة جعلني أبحثُ في دراسة هذا الفرع في مصدرٍ من المصادر التراثية القديمة, فأغلب الدراسات التي اختصّت في الحجاج كانت في القرآن الكريم والكتب الأدبيّة والإسلامية.