المستخلص
تميزت الحياة في إمارات الساحل العُماني المتهادن، والتي هي جزء من إمارات الخليج العربي حالياً، بنوع من البساطة لكونها شعوب قبلية بدوية، والتي تميزت بوجودهم في منطقة الخليج عن باقي القبائل العربية من أهل المنطقة، وإنَّ لدراسة منطقة إمارات الساحل العُماني المتهادن أهمية خاصة، لكونها منطقة شهدت العديد من التطورات، لاسيما وان تلك المنطقة قد شهدت العديد من الدراسات والكتابات الاكاديمية في مؤسساتنا التعليمية إلاَّ أنَّ هنالك جوانب لم يتم التطرق لها بشكل مفصل لذا فهي بحاجة للمزيد من الدراسة والبحث، علما أن اغلب الدراسات قد تطرقت إلى الجانب الاقتصادي والسياسي، ولم تتناول الجانب الاجتماعي بشكل مفصل، لذا فقد تناول الباحث الجانب الاجتماعي لما له من تأثير كبير في اغلب مناطق الخليج العربي، فلا يمكن ان يتم فهم الجوانب السياسية والاقتصادية إلا من خلال نظرة شمولية ومعرفة ما قد يرافق تلك التطورات من متغيراتها الاجتماعية لكون اغلب الاحداث السياسية، هي نتائج عن ازمات اقتصادية أو جَيَشَان اجتماعي ، ومن هنا جاءت اهمية دراسة التطورات الاجتماعية في إمارات الساحل العُماني المتهادن (1892-1945م) لما لذلك الموضوع من اهمية من خلال مناقشة الحياة الاجتماعية بصفة خاصة لأمارات الساحل العُماني المتهادن، وكذلك من اجل التعرف على تلك المنطقة من حيث تكوينها السكاني والوصف العمراني لتلك المنطقة واهم الاعمال التي امتهنوها والتعليم الذي قدم لهم، وكذلك اهم الثقافات التي احتكوا بها وأثرت فيهم وتأثروا بها، وأنَّها حقبة زمنية كان لها الأثر الواضح فيما بعد في تطور تلك المنطقة والتي اصبحت على ما هي عليه جراء المتغيرات التي مرت بها بتلك المدة، فضلاً عن ذلك فإن المتغيرات لمواكبة الزمن ، جاء نتيجة متغيرات اجتماعية والتي ما زالت قائمة إلى الآن ضمن التقاليد والاعراف والانشطة والعادات الاجتماعية التي كانت شائعة في إمارات الساحل العُماني المتهادن ، فضلاً عن الدور البريطاني لمعرفة ما إذا كان سبب في تنمية تلك المنطقة أو اعاقة تنميتها، تم تحديد الاطار الزمني للدراسة بين عامي (1892-1945م) إذ مثل عام 1892م هو تاريخ عقد اتفاق بين بريطانيا وبين مشايخ الإمارات السبع، والذي كان مفادها اعلان بريطانيا مسؤليتها عن الإمارات الداخلية والخارجية، أما نهاية الرسالة، فقد تمثلت بعام 1945م نهاية الحرب العالمية الثانية، وما رافقها من آثار على المنطقة والتي عدت بداية مرحلة جديدة في تاريخ إمارات الساحل العُماني المتهادن، إذ اهتمت بريطانيا بشؤون إمارات الساحل العُماني المتهادن الداخلية على أثر اكتشاف النفط فيها كذلك برزت قوة عالمية كبيرة كان لها الأثر في منافسة بريطانيا على المنطقة تمثلت بالولايات المتحدة الامريكية, وما رافق ذلك من تطورات سياسية واجتماعية واقتصادية.