المستخلص
أصبحت الطفولة محل اهتمام الكثير من الأدباء والشعراء، لكون هذهِ المرحلة مرحلة حساسة ومهمة في بناء حياة الانسان، والنواة الاولى التي يُؤسَّس عليها الطفل مبادئَهَ.
إنَّ أدب الاطفال هو نتاج أدبي تعليمي يساعد على التنشئة السليمة والصحيحة للطفل، فهو فن يُعلّم الاطفال بلغة سهلة، وواضحة كيف يعبرون عن مشاعرهم وأفكارهم، مع مراعاته لقدراتهم العقلية والجسمية بصيغ فنية وادبية بعيدة عن التعقيد، فمعظم مواضيع أدب الاطفال مستقاة من الطبيعة التي يعيشون فيها, الامر الذي يسهل عليهم عملية الفهم والاستيعاب.
هناك عدة أسباب دعتني الى التوجه للكتابة في أدب الاطفال منها :-
الرغبة في ولوج عالم الاطفال الادبي، كون الاطفال شريحة مهمة في المجتمع وهم قادة المستقبل فالطفولة من أهم المراحل والركيزة الاساسية في بناء الشخصية.
ومن الاسباب الاخرى لاختيار أدب الاطفال و (الحكاية الشعرية) تحديداً هو تسليط الضوء على هذا الشكل الشعري الذي كان شبه قليل في الدراسات النقدية؛ إذ لم نجد كتاباً يتناوله بالدراسة والتحليل، او دراسة خصائصه ومكوناته وأبعاده التاريخية.
والرغبة في دراسة أهم خصائص هذا الشكل الشعري, واهم اساليب المبدع المستخدمة في عرض أفكاره, وكذلك التمييز بين اللغة والاسلوب في أدب الصغار واختلافها عن أدب الكبار.
اشتملت هذهِ الرسالة على تمهيد وثلاثة فصول وخاتمة، اشتمل التمهيد على جانبين: تناول الاول التعريف بالحكاية الشعرية وتاريخها في الأدب العربي القديم وكذلك في الادب الغربي، والآخر تضمن الحديث عن أدب الاطفال متتبعاً مساراته التاريخية .
أما الفصل الاول : فاختص بالبحث في المضامين المعنوية في الحكاية الشعرية للطفل، واشتمل على ثلاثة مباحث : المبحث الاول: عن (المضمون التربوي) بما فيه من قيم أخلاقية وإرشادية، والثاني عن (المضمون السياسي) الذي تحدث عن حب الوطن وغرس محبته في نفوس الاطفال، وعن الحرب وآثارها عليهم. والمبحث الثالث: تناول (المضمون الاجتماعي) الذي يدور حول العلاقات الاجتماعية، والاحداث والظواهر الاجتماعية.
والفصل الثاني بحث في (البناء السردي للحكاية الشعرية) واشتمل على ثلاثة مباحث : تناول الاول (الراوي) ، والمبحث الثاني (المروي) توجه من خلاله بالحديث عن عنصري الحدث والشخصية وما تحتويه كل منهما من تقسيمات داخل الحكاية الشعرية للأطفال، والمبحث الثالث تناول الفضاء السردي بعنصريه الزماني والمكاني من حيث وجودهما (الحقيقي) و (المتخيل) و (التاريخي) داخل الحكاية الشعرية.
أما الفصل الثالث فجاء بعنوان (خصائص الحكاية الشعرية للأطفال) واشتمل على ثلاثة مباحث, تناول الاول (اللغة) من خلال البحث عن اللغة المستعملة في ادب الاطفال واختلافها عن ادب الكبار حسب القاموس اللغوي للطفل، والمبحث الثاني تناول (الاسلوب) المستعمل في الحكاية الشعرية للأطفال واسلوب الشاعر ومصادره وهي: القرآن الكريم والأدب الشعبي, اما المبحث الثالث فبحث عن (الصورة الشعرية) في حكايات الاطفال الشعرية والتي استمدها الشاعر من مصدرين:1- الواقع ,2- الخيال.
تمثلت مرجعيتنا العلمية في مجموعة من المصادر والمراجع اهمها:
1- أدب الاطفال في الادب العربي الحديث، زليخة عبد الرحمن, كلية الدراسات العليا بالجامعة الاردنية , 1989 .
2- الحكاية الشعرية في الآدب الحديث (غلواء نموذجاً)، ضياء عذيب لهمود الزيدي، كلية التربية , جامعة الموصل، 2004.
3- القصة الشعرية في أدب الاطفال في العراق , د. طاهرة داخل طاهر , دار الشؤون الثقافية , 2012 .
4- اناشيد الطفولة في العراق (1880 – 1940) دراسة موضوعية فنية، حسين عطية علوان السلطاني، كلية التربية، جامعة المثنى، 2015.
5- الحكاية الشعرية في ادب الطفل الحديث في العراق نماذج مختارة، ضحى جعفر هندي، كلية الآداب، جامعة البصرة، 2020.
أما أهم الصعوبات التي واجهتها الباحثة هي قلة المصادر الشعرية والدراسات النقدية التي تتطابق وموضوعها والحاجة الى السفر اكثر من مرة الى بغداد والبحث في المكتبات وفي ارشيف دار ثقافة الاطفال للحصول على المصادر والمجاميع الشعرية.
فضلاً عن عدم وجود دراسات تتعلق بما قدمه الشاعر من مجموعات شعرية نتناولها بالبحث والتفسير, وهذا تطلب جهداً اكبر لتقدير قرار خاص بالباحثة في ما المكاتب (مكاتب أدب الأطفال) وما تدونهُ من نصوص.
الرسالة كتبت وفق المنهج الوصفي التحليلي في الأدب وهو من المناهج المهمة في الأدب فهو قائم ومبني على تحليل وتفسير واستنتاج البيانات هذا ما جعله أهم المناهج المستخدمة في الادب.