المستخلص
تعتمد الجغرافية السياسية في محتواها على تحليل مقومات الدولة الطبيعية والبشرية والتي تحتاج بدورها الى ادارة ناجحة وفعالة تستثمرها الاستثمار الامثل ونتيجة تطور علم الادارة فقد اصبح له فروع عديدة حسب القطاعات ومنها الادارة البيئية التي تمثل احد انواع الادارة المهمة في الدولة لان تدهور البيئة يعني تدهور بقية القطاعات مثل الزراعة والصحة العامة وبالتالي فأن ادارة البيئة بشكل جيد يعزز قوة الدولة ويشجع الى استثمار مواردها وبعكسه فان قدرات الدولة تضمحل .
اذ اخذت الدول تولي اهتماماً متزايداً بالإدارة البيئية عن طريق مقترحاتها في المؤتمرات والندوات الدولية التي نظمتها معظم الدول تحت رعاية منظمة الامم المتحدة ووكالاتها المختلفة لمعرفة، وقد ادى الترابط الواضح بين التنمية المستدامة والبيئة الى زيادة الاهتمام في ادارة البيئة والياتها فضلاً عن ذلك فأن العلاقة بين الموارد البشرية والطبيعية والأنظمة الاقتصادية الجديدة والبيئة من جهة تؤدي الى تحسين الاداء السياسي والاقتصادي في المجتمع التي تخفف الآثار ان وفهم دورهم في التنمية المستدامة والذي يتجلى في كيفية ادارة البيئة وحمايتها والذي يؤدي الى خلق فرص عمل المرتبطة بالحد من الفقر والبطالة وما الى ذلك .
وان الهدف من الادارة البيئة هو تحسين نوعية حياة الانسان الشاغل الاساسي من خلال تلبية وتحسين الاحتياجات البشرية ويتطلب توفير اساس التنمية المستدامة مع وجود حد ادنى من الضرر للموارد الطبيعية والنظم البيئية. حيث تشير نظم الادارة البيئية الى ادارة برامج الدولة البيئية بشكل شامل ومنهجي ومخطط بطريقة موثقة اذ يشمل الهيكل التنظيمي والموارد والتخطيط لتطوير وتنفيذ وصيانة سياسة حماية البيئة ان الادارة البيئية هي بمثابة اداة لتحسين الاداء البيئي. اذ، ان الادارة البيئية تقوم يتحسين الاداء البيئي من خلال العمل على تقليل النفايات بطرق آمنة وفعالة والاستغلال الامثل والفعال للموارد البيئة الطبيعية وان تطبيق نظم الادارة البيئية يمنع الكوارث البيئية .
لذلك تحاول اغلب الدول ومنها العراق التصدي للمشاكل البيئة ومعالجة الجوانب الاخرى مثل تدهور البيئة شحة الموارد البيئة الطبيعية خاصة بعد زيادة الوعي البيئي وخاصة بالمحافظة على الموارد الذي يساوي في اهميته على التركز على الحد من التلوث . وقد توصلت هذه الدراسة المعنونة (الادارة البيئية في العراق من منظور الجغرافية السياسية ) الى جملة من النتائج اذ ان الإدارة البيئية من الموضوعات الحديثة والمهمة التي اخذت صدى واسع على المستوى العالمي والاقليمي والمحلي وذلك لما تحمل من اهمية قصوى في استراتيجيات ادارة الدولة بشكل عام وان تزايد المخاطر البيئية دفع دول العالم بالاهتمام بإدارة البيئة وهيكليتها وصناعة القرار البيئي وقد كان مؤتمر ريودي جانيرو سنة 1992 نقطة تحول كبيرة في مجال ادارة البيئة من خلال الاشارة انظمة الادارة البيئية لتحسين الاداء البيئي ، اذ لا يمكن قيام دولة قوية من دون إدارة بيئية رشيدة وحكيمة و اهتمام بالبيئة وحمايتها و ذلك لان البيئة جزء لا يتجزأ من منظومة ادارة الدولة وذلك لان ضعف البيئة ينعكس على جميع قطاعات الدولة . ان عدم الاهتمام بالبيئة وادارتها بشكل صحيح مما يؤدي الى زيادة من الهجرة البيئية أو اللجوء البيئي والتي تهدد رفاهية الناس وتأمين سبل العيش حيث ان عدم الاهتمام بالبيئة تؤدي الى زيادة في اللجوء البيئي والذي يؤدي بدوره الى مشاكل اجتماعية واقتصادية في الدولة وتهدد آمن الدولة مثل زيادة الفقر او كثرة الجريمة اذ ان البيئة السليمة تعزز من قدرات الدولة في مجال الاستثمار مما يؤدي الى تحسين الاقتصاد بشكل افضل.