المستخلص
تقوم علاقات التعاون بين طرفين أو عدة أطراف على حقائق ودلائل ، فهي إمّا أنْ تشير الى عمق تلك العلاقات أو ضعفها، وإنّ كلاَ الأمرين يعتمد على أصحاب العلاقات ، أي أنّها تعتمد على الجانبين العراقي والأميركي في دراستنا هذه ، وإنّ التعاون العراقي الأميركي مر بالعديد من المراحل يبين الباحث الاطار الزمني للدراسة وبماذا اقترن التاريخ الاول والثاني يقترن الحدث الاول بحدث مهم 23 نيسان 1935 عقدت معاهدة بين الطرفين (تبادل المجرمين) والثاني 1958 نهاية العهد الملكي، فضلاً عن محاولة الولايات المتحدة الأميركية إقامة مجموعة من الأحلاف الإقليمية والدولية من أجل المحافظة على مصالحها في العراق والمنطقة العربية، وان جميع محاولات التعاون تلك عرضت أمام أعضاء مجلس النواب العراقي الذي أخضعها للنقاش ، وتباينت وجهات نظر أعضاءه بين مؤيد ومعارض لتوثيق عرى التعاون بين العراق والولايات المتحدة الأميركية.
- أهمية الدراسة:
تكمن أهمية الدراسة في أنّها تتناول قضية مهمة ومعاصرة ذات تأثير سياسي واقتصادي واجتماعي تتمثل بمناقشة التعاون بين العراق والولايات المتحدة الأميركية من قبل أعضاء مجلس النواب العراقي الذي اهتم بتلك التعاون والتي كان بعضها ضرورياً لرفع المستوى المعاشي للفرد العراقي، كما نتج عن بعضها الآخر بعض الآثار السلبية والتي أثرت على أوضاع الشعب العراقي ، فحاول مجلس النواب العراقي لما له من تفويض الاستجواب في هذا الصدد وعرض الموضوعات ومناقشتها وسحب الثقة كوسائل للرقابة على السلطة التنفيذية(الحكومة) .
- مشكلة الدراسة:
انطلقت مشكلة الدراسة من ظاهرة تشخيص جوانب التعاون العراقي الأميركي وتقييمهِ في مناقشات مجلس النواب العراقي، وما لها من آثار ايجابية تارة وسلبية تارة اخرى في تطور مجمل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية في العراق .
- فرضية الدراسة:
وضع الباحث فرضية مفادها أنّ مجلس النواب العراقي في العهد الملكي عقد كثيراً من الجلسات لمناقشة التعاون العراقي الأميركي في جميع الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، وتوصل الى انطباعين؛ الاول ايجابي وذلك من خلال الاهتمام بهذا الموضوع ومتابعة سير أعمال الحكومات المتعاقبة، والثاني سلبي؛ لأنّ تلك المناقشات لم تؤدّ الى ايجاد حلول واقعية لمشكلات ذلك التعاون وآثاره على أوضاع العراق الداخلية والخارجية ، وعلى الرغم من وجود معارضة شعبية ونيابية للتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية جرى التصديق على الاتفاقيات والمعاهدات من قبل مجلس النواب العراقي. وعززت الفرضية بالأسئلة الآتية:
- ما أهمية مقررات مجلس النواب العراقي في تحديد ملامح السياسة الدولة الداخلية والخارجية، وأثرها في صياغة القرارات والقوانين وتطبيقها في المدة 1935-1958؟
- هل ان مناقشات المجلس النيابي العراقي ادت الى تعزيز التعاون العراقي الأميركي ؟
- ما موقف السلطة التنفيذية من التشريعيات والقوانين التي اقرها مجلس النواب العراقي بشأن التعاون بين العراق والولايات المتحدة الأميركية؟
- ما حدود مستوى النجاح الذي حققه مجلس النواب العراقي في اقرار اللوائح والتشريعات اللازمة لتأييد التعاون العراقي الأميركي؟
- ما برامج التعاون والمساعدات الأميركية للعراق، وما أثر القرارات التي اتخذها مجلس النواب العراقي بشأن تلك المساعدات ؟
- منهج الدراسة:
اعتمدت الدراسة على المنهج التاريخي الوصفي التحليلي القائم على استعراض الاحداث والوقائع التي رافقت مناقشات مجلس النواب في المدة 1935-1958 وتحليلها .
- هيكلية الدراسة:
وزعت مادة الدراسة على ثلاثة فصول وخاتمة وقائمة المصادر، وتناول الفصل الاول : (المصالح الأميركية في العراق أواخر القرن التاسع عشر وحتى عام 1935) ، وزعت مادتهُ على أربعة مباحث، عرض المبحث الأول: (بدايات المصالح الأميركية في العراق حتى عام 1910)، وتناول المبحث الثاني : ( النشاط التجاري الأميركي ومحاولات الشركات الأميركية استثمار الثروات المعدنية في العراق أواخر القرن التاسع عشر وحتى عام 1935) ، فيما بيّن المبحث الثالث: (طبيعة التعاون بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في المجالات التعليمية والثقافية(1909-1935))، أما المبحث الرابع فقد جاء بعنوان: (اثر المعاهدات والاتفاقيات الدولية على طبيعة التعاون العراقي الأميركي (1927-1935)).
أما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان: ( التعاون بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في ضوء مناقشات مجلس النواب العراقي 1935-1945) ، وزعت مادتهُ العلمية على أربعة مباحث، جاء المبحث ألأول بعنوان: (موقف العراق والولايات المتحدة الأميركية من الاتفاقيات والمواثيق الدولية في ضوء مناقشات مجلس النواب العراقي 1935-1945)، أما المبحث الثاني فتطرق إلى : (الموقف الأميركي من تطور العلاقات الخارجية للعراق في ضوء مناقشات مجلس النواب العراقي 1935-1945) ، وتابع المبحث الثالث: (العلاقات العراقية الأميركية في المجالات الاقتصادية والاجتماعية في ضوء مناقشات مجلس النواب العراقي1935-1945) ، والذي قسم الى محورين، الأول: المجال الاقتصادي، والثاني: المجال الاجتماعي، وتناول المبحث الرابع: (تطور الاوضاع الداخلية في الولايات المتحدة الأميركية وأثرها على أوضاع العراق الداخلية في ضوء مناقشات مجلس النواب العراقي 1935 -1945)).
وعرض الفصل الثالث: ( تطور التعاون الأميركي العراقي في ضوء مناقشات مجلس النواب العراقي1945-1958) ، ووزع على أربعة مباحث ، تطرق المبحث الأول إلى : ( مشاريع الأحلاف والتعاون الدولية والاقليمية وموقف مجلس النواب العراقي منها ) ، وتتبع المبحث الثاني: ( مناقشات مجلس النواب العراقي لأوجه التعاون الاقتصادي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية 1945-1958) ، ودرس المبحث الثالث: (التعاون العلمي والثقافي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية في ضوء مناقشات مجلس النواب العراقي 1945-1958) ، والذي قسم الى محورين ، تحدّث الاول: عن الجانب العلمي، وبين الثاني : التعاون العراقي –الأميركي في الجانب الثقافي في مناقشات مجلس النواب العراقي 1946-1958، وتطرق المبحث الرابع إلى:( تطور التعاون العراقي الأميركي في ضوء توجهات سياسة البلدين للانضمام إلى المعاهدات والاتفاقيات الدولية والمعارضة النيابية العراقية إزاءه 1945-1958) .