المستخلص
وبعد.. فقد شهد القرن الرابع الهجري/العاشر الميلادي بروز نخبة من المحدثين والمؤرخين الكبار من اعلام الثقافة الإسلامية فأتسع افقهم وفهموا التاريخ بمعناه الشامل وكتبوا في موضوعاته المختلفة وان كتاباتهم هذه ودراساتهم حضيت باهتمام وعناية من قبل المؤرخين الذين برزوا من بعدهم ومن الباحثين المحدثين المختصين في الدراسات التاريخية.في وسط هذا الجو العلمي من القرن الرابع الهجري برز مؤرخنا ابو القاسم الجرجاني(ت:427هـ) الذي عاش وترعرع في مدينة جرجان وكانت له مؤلفات عدة الا انه اشتهر بكتابه (تاريخ جرجان) الذي تطرق فيه الى الكثير من الاحداث التاريخية إضافة الى السير والتراجم وغير ذلك ونتيجة لذلك فقد نال شهره واسعة من خلال كتابه هذا واصبح مصدرا اساسيا للمؤرخين والباحثين ممن تلاه. بناءاً على ذلك فقد وقع اختيارنا الى دراسة موارد ابي القاسم الجرجاني ومنهجه في كتابه (تاريخ جرجان) حيث إعتمد على مصادر متعددة سواء كانت كتبا ام اجازات ام شفوية اضافة الى معاصرته لبعض الاحداث، وان اسلوبه و منهجيته قد امتازا بالتنوع والوصف في عرض مادته العلمية وهو فحوى دراستنا. طوال مدة البحث وبحسب اطلاعنا فإننا لم نجد من كتب عن هذا الموضوع الا ما نُشر في مجله مركز بابل للدراسات الإنسانية جامعة بابل من قبل الباحث حسين محمد علي عن حمزه بن يوسف السهمي وكتابه تاريخ جرجان دراسة تاريخيه وهو بحث موجز عن حياته الشخصية وكتابه. لم تخلُ الدراسة من بعض الصعوبات التي واجهتها طول مدة البحث ومن هذه الصعوبات هو انني لم اعثر على ترجمة بعض شيوخه او عدم العثور على اغلب الكتب التي اوردها ابو القاسم الجرجاني في ثنايا كتابه او عدم الحصول على معلومات وافية بحق بعض من تم ذكرهم في متون البحث. لذلك اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها الى اربعة فصول سبقتها المقدمة حيث تطرقنا فيها لأهمية الموضوع وتحليل المصادر والمراجع وانتهت بأهم الاستنتاجات التي توصلت اليها الدراسة ومن ثم ملحق الدراسة ثم قائمة بالمصادر والمراجع المستخدمة وملخصها باللغة الانجليزية