المستخلص
يعنى علم الموفوتكتونك بدراسة الترابط بين النشاط التكتوني وتغيير المظهر الارضي ويتابع تطور التراكيب الجيولوجية السطحية وتحت السطحية (فوالق، طيات، كسور، خطيات)، تتميز منطقة الدراسة بالتضرس و الصخارية المتباينة بسبب تأثرها بعمليات الطي،اذ قاد ذلك إلى جعل منطقة الدراسة عرضة للتكسرات ولعمليات التجوية والتعرية والأزالة ثم النحت وتفتيت الأجزاء المرتفعة والترسيب في الاجزاء المنخفضة المتمثلة بالمقعرات الأرضية في المنطقة وعكست جميعها انماط توزيع المستقرات البشرية واستعمالات الأرض.
تحدد المنطقة فلكيا بين خطي طولً(ً44ْ.45َ.16-45ْ.23َ.26ً) شرقا ودائرتي عرض (34ْ.23َ.31ً- 33ْ.56َ.30ً) شمالاً، ويعد تكوينا ( انجانة وباي حسن ) ابرز التكاوين الجيولوجية وتتنوع فيها الترب حسب تصنيف بيورنك إلى ستة انواع شغلت تربة الاراضي الرديئة المشققة المساحة الاكبر (175)كم2 ،وتعد طّية حمرين الجنوبي ابرز الاشكال الأرضية ضمن منطقة الدراسة تأثرت بفالق خانقين المستعرض و الفالق العكسي كبير المقياس ذو الاتجاه شمال غرب – جنوب شرق.
تهدف الدراسة الكشف عن الادلة المورفولوجية المشكلة للمنطقة وتحديد العوامل الجيولوجية المؤثرة في توزيعه والامكانات الاقتصادية الكامنة فيه، فضلا عن تقييم الآثار البيئية المحتملة لاستخراج الغاز من هذا الحقل واقتراح التدابير اللازمة للحد منها، اسهمت هذه الدراسة في تقديم الصورة عن خصائص المنطقة وتوفير المعلومات اللازمة لأصحاب القرار والمخططين الاقتصاديين اذ تعد المنطقة ذات اهمية اقتصادية كبيرة بخاصة لمكامن الثروات الطبيعية، لذا تعد دراسة المكامن النفطّية والغازية امراً بالغ الاهمية على المستوى الاقتصادي، لتأمين الطاقة المستدامة وتحفيز النمو الاقتصادي، وفي هذا السياق يأتي حقل المنصورية الغازي في العراق ليشكل محور اهتمام الباحثين والجغرافيين .
لقد مكنت التقنيات الحديثة من ربط التراكيب والظواهر الأرضية المتباعدة ومقارنتها، من خلال تحليل البيانات الجيولوجية والجيمورفولوجية، فضلاً عن تطبيق تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، تم استخدام معايير تكتونية ومؤشرات جيومورفولوجية فضلا عن القرائن الطيفية في الكشف عن قبة المنصورية الغازية وتحديد مدى تأثر المنطقة بالتعرية المائية و الريحية، وتقييم تلوث المنطقة بالعناصر الثقيلة وكان لعنصري ( الرصاص والزنك ) اكثر العناصر الثقيلة تركزا في المنطقة.
وتم الاعتماد على محطات ارضية للمناخ (خانقين والخالص)، فضلا عن محطات مناخية فضائية، اجريت من خلالها تحليلات احصائية لتحديد اصناف الجفاف وتكراره وفقا لمؤشر (بالمر)، فضلا عن تحديد قابلية التربة للتذرية الريحية وفقا لمقياس( بيفورت ) وتبين قابلية التربة على التذرية الريحية .
ولاستخراج تقييم التعرية المائية تم تطبيق نموذج التعرية المحتملة (EPM) ونموذج التعرية المائية (PAP/RAC) واتضح من دمج النموذجين تأثر المنطقة بدرجات متفاوتة من التآكل تراوحت بين (مفرطة – طفيفة جدا).
وتوصلت الدراسة إلى تأثر المنطقة بنشاط تكتوني فعال معرضاً الاجزاء القريبة من الفوالق إلى خطر الهبوط الارضي ،وان للتقنيات الحديثة متمثلة بتقنيتي الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية اثر في الكشف عن المكامن الغازية، و توصلت الدراسة إلى امكانيات المنطقة الاقتصادية فضلا عن اهميتها كمكمن للغاز الطبيعي اذ تتوفر فرص استثمار المنطقة بأنشاء مزارع صناعية اعتماداً على الحصى المستخرج من المقالع الواقعة ضمن منطقة الدراسة، فضلا عن امكانية استثمار الاشعاع الشمسي لانتاج الطاقة الكهربائية.