المستخلص
أن الظواهر الاجتماعية ذات تأثير كبير في المناطق الجغرافية لذا فظاهرة العزوبية التي بدأت تزداد بشكل ملحوظ لها تأثير على المجتمع بشكل عام وعلى مجتمع قضاء الخالص بشكل خاص لذلك تناولت هذه الدراسة الخصائص العامة للعازبين ومشكلة العزوبية في مجتمع قضاء الخالص لعام 2023 وهدفت الدراسة الى الكشف عن اهم الأسباب المؤثرة في ظاهرة العزوبية، ومعرفة أعداد العازبين عن الزواج في قضاء الخالص حسب الوحدات الإدارية والبيئية في القضاء، والكشف عن الاتجاهات المكانية الحالية والمستقبلية للظاهرة المدروسة وأيجاد الحلول لواقع المعوقات والتحديات التي تواجه الأشخاص العازبين عن الزواج في منطقة الدراسة. وما هي أهم الأسباب التي أدت الى ازدياد اعداد العازبين في منطقة الدراسة والابعاد المترتبة على عزوبية العازبين ومدى تأثير العزوبية على العازب وعلى المجتمع وكان من اسباب اختيار موضوع الدراسة هو عدم وجود دراسات سكانية تسلط الضوء على هذه الشريحة المهمة من المجتمع وهم العازبين كفئة عمرية وكمشكلة سكانية خاصة في مجتمع محافظة ديالى فأغلب الدراسات والبحوث تدرس السكان من ناحية الخصوبة والانجاب أو الطلاق أو العزوف أو عانس الا ان المحافظة بشكل عام وقضاء الخالص بشكل خاص يفتقر هكذا دراسة بل و لم توجد على مستوى المحافظة ديالى دراسات تختص بالعازب كدراسة جغرافية .
تم دراسة هذه الظاهرة او المشكلة الاجتماعية مستعملاً المنهج الوصفي والتحليلي ، معتمداً على الدراسة الميدانية لعام 2023 والتي اشتملت على استمارة الاستبانة وكذلك المقابلات الشخصية وذلك لعدم توافر بيانات حديثة عن موضوع الدراسة ونقص المعلومات وتوصلت الدراسة الى عدد من الاسباب التي ادت الى أنتشار هذه الظاهرة الاجتماعية وتفشيها في مجتمع القضاء وهي اسباب اجتماعية بالدرجة الاولى حسب استمارة الاستبانة الذي جاء في الدراسة الميدانية والاسباب الاقتصادية التي دعمت وساندت الاسباب الاجتماعية في إبراز هذه الظاهرة في المجتمع تتبعها الاسباب الصحية والنفسية التي يتعرض لها العازب والدراسة اشتملت على مجموعة من التوصيات والمقترحات التي انصب القسم الاول منها في جانب تحسين من وضع العازبين بشكل عام والثاني كان في اتجاه التشجيع على الزواج والحد من مشكلة العزوبية .
وقد أظهرت الدراسة ومن خلال توزيع العازبين على مستوى نواحي قضاء الخالص أن هناك تباينا مكانياً في توزيع العازبين حصل مركز قضاء الخالص على المرتبة الاولى من حيث نسب العازبين إذ بلغت النسبة (38.5%) لعام 2023.
وتوصلت الدراسة الى وجود ارتفاع لنسب العازبات في المناطق الحضرية عن المناطق الريفية لعام 2023 إذا بلغت نسبة العازبين في الريف لعام 2023 (29.4%) للريف وعلى التوالي مقابل (70.6%) لحضر قضاء الخالص يرجع السبب في ذلك الى اختلاف ثقافته وطبيعة المجتمع الحضري عن الريفي ففي المناطق الحضرية تهتم العازبات واسرهن بتحقيق اهداف وتطلعات وطموحات أخرى قبل الارتباط مثل اكمال التعليم أو الحصول على فرصة للعمل وتحقيق الذات فضلاً عن ارتفاع تكاليف المعيشة ومتطلبات الزواج في المناطق الحضرية، اما في المجتمع الريفي وعاداته وتقاليده التي تقتضي بزواج الاناث بشكل مبكر وزواج الاقارب وتعدد الزوجات وانخفاض تكاليف الزواج وتكاليف المعيشة في المناطق الريفية عن الحضرية.
وبحسب الفئات العمرية فقد كشفت الدراسة الميدانية لعام 2023 ارتفاع نسبة الفئة العمرية
(15-25) سنة بنسبة (77.6%) وقد يعزى ذلك الى ان هذه الفئة العمرية تكون في طور اكمال التعليم فيؤجل الزواج لحين اكمال الدراسة، ويلاحظ ان هناك تناقص في اعداد العازبين كلما تقدمنا في دراسة الفئات العمرية للعازبين، وذلك يعني وجود فرص امام العازبين في مختلف الفئات العمرية للزواج في حال توافر الفرصة والظروف الملائمة لذلك ووجد ان أدنى نسبة للعازبين كانت من الفئات العمرية المتقدمة (35-45)، إذا بلغت النسبة (1.3%) لعام 2023 بحسب الدراسة الميدانية
و بالنسبة للمستويات التعليمية فقد ظهر ان هناك ارتفاع في نسب العازبين في المستويات التعليمية المتقدمة عن المستويات التعليمية الدنيا وذلك يظهر من خلال ارتفاعاً في نسبة العازبين الحاصلين شهادة الاعدادي حوالي (47.4%) ويليه تحصيل البكالوريوس بنسبة (36.7%) وذلك يعني وجود قاعدة عامة تظهر ان ارتفاع مستوى التعليم يعني العزوبية أي كلما ازدادت سنوات التعليم للعازبين كلما قلت حالات الزواج والانجاب ، وفي حال تقدم العازبين في المستويات التعليمية كالدراسات العليا يؤدي ذلك الى تغيير شروط وقناعة العازب عن مواصفات الشريك والمتقدم فضلاً عن عزوف الذكور عن الارتباط بالإناث اللاتي يكون مستوى تعليمهن مرتفع عن الزوج ، أما ادنى نسبة فقد كانت ضمن المستوى التعليمي يقرأ ويكتب بواقع (1.0%) وعلى التوالي وقد يرجع ذلك الى ان ذوي التحصيل الدراسي المنخفض لا يشكل التعليم عائق امام زواجهم فتكون رغبتهم منحصرة في الزواج المبكر وتكوين اسرة.
وكشفت الدراسة عن ارتفاع نسب العازبين العاملين بنحو(64 %)مقارنة مع نسبة العازبين العاطلين عن العمل البالغة(39 %) يرجع ذلك الى كون البعض منهم في مراحل اكمال الدراسة خاصة في الفئة العمرية الصغيرة .أما القسم الآخر من العازبين فيرجع ذلك الى انتشار البطالة وعدم توفير فرص عمل تتناسب مع اعداد العاطلين عن العمل وكذلك و الأهم من ذلك هو تغير وجه نظرة الشباب واسرتهم نحو الميل الى اختيار الاناث اللاتي يملكن عمل أو مصدر مالي عن غير العاملات وذلك يرجع الى ارتفاع تكاليف المعيشة والحياة، وكشفت الدراسة ايضا على مستوى نوع المهنة ارتفاع نسب العازبين الموظفين عن بقية اقسام العمل الأخرى بنسبة بلغت (43.0%) ، ويرجع ذلك الى ان هناك رابط بين الاستقلال المادي للعازبين وبين عدم الرغبة بالزواج أو تأخيره يضاف الى ذلك عامل الاعالة للأسرة الذي يتسبب في تأخير الزواج والعزوبية لهم.
فضلا عن ذلك فقد تناولت هذه الدراسة ناحية لم تطرأ الدراسات السابقة الى يومنا هذا بسبب حداثة استقلالها وهي ناحية (جديدة الشط) أذ صقلت الدراسة بشكل جيد كون (العزوبية) تشكل أحد التحديات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن تزايد حجم الظاهرة في منطقة الدراسة واعداد عازبيها من الذكور والاناث على حد سواء، فمثلا عن اثار مخرجاتها الاجتماعية والنفسية التي تساهم بها مجموعة العوامل والأسباب الوارد ذكرها أنفاً في اتساع فجوة التباين وارتفاع معدلات تلك الظاهرة وتنامي حدودها المكانية بين أبناء مجتمع منطقة الدراسة , الى جانب قلة الدراسات السكانية التي تناولت موضوعها في محافظة ديالى عامة ,وكذلك لبناء قاعدة بيانات سكانية عن الظاهرة المذكورة ينتفع منها الدارسين والباحثين حاليا ومستقبلاً.