You are currently viewing دبلوم عالي حسين يعقوب / بعنوان: مفهوم الأمن الفكري في مواجهة الخطاب الإسلامي المتشدد  (دراسة تأصيلية)

دبلوم عالي حسين يعقوب / بعنوان: مفهوم الأمن الفكري في مواجهة الخطاب الإسلامي المتشدد  (دراسة تأصيلية)

المستخلص

يعد الخطاب الإسلامي من أهم وسائل الدعوة إلى الله، والتي قد أعتمد عليها العلماء والدعاة والفقهاء، حيث يعتبر الخطاب الإسلامي من السبل المستخدمة لنشر قيم الدين الإسلامي والعقيدة الإسلامية ومبادئها، وذلك عن طريق ما جاء في القرآن الحكيم والسنة النبوية المطهرة، كما يعتبر الخطاب الإسلامي من أهم وسائل نشر الدين الإسلامي والسنة النبوية الشريفة وتبليغها، وذلك من خلال طرح موضوعات وقضايا الواقع الإسلامي.

إنًّ الله I اكرمنا بالإسلام منة منه علينا، وجعلنا أمه وسطاً في كل شيء، ومنها في  خطابنا وفي تعاملنا، حيث قال الله I ﱩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﱨ ([1])،  فكان النبي الكريم r وسطياً في خطابه وتعامله و إرشاده ، فقال r: ” يا أيها الناس إياكم والغلو في الدين فأنه اهلك من قبلكم الغلو في الدين “([2])، إنًّ هذا التشريع من سيد الأولين والأخرين سار عليه الصحابة y والتابعون ومن تبعهم إلى يوم الدين، فإن كل من يخرج عن هذا الأمر فإنه قد خالف هدى سيد المرسلين، إنّ من الواجب على الدعاة والعلماء أن يكون خاطبهم مستمداً من وسطية خطاب نبي الأمة r، حتى لا يكون شباب الأمة الإسلامية حطباً لأفكار المتشددين في خطابهم المتسترين تحت جلباب التدين والدين ، وهذا هو ما نعانيه اليوم من خطابات متشددة، وخير دليل على ذلك ما مرَّ به وطننا الجريح، وما شهده من خطابات متشددة أهلكت الحرث والنسل، والأفعال التي لا تمد للإسلام وأهله بأي صلة، كل هذا وغيره تحت غطاء الدين والتدين، وإنَّ الدين والتدين منهم براء.

أهمية الموضوع:

  1. احتياج الأمة الإسلامية إلى أصحاب الفكر الآمن المستنير، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية الدفاع عن الإسلام والمسلمين بكل ما يملكون من قدرات عقلية نيرة تؤهلهم للتعامل مع قضايا الأمة الإسلامية بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن.
  2. وتبرز أهمية موضوع البحث من خلال إعداد أجيال آمنة في فكرها من خلال التمسك بكتاب الله I وسنة رسوله الكريم r، وترك التشدد والتعصب والجمود.
  3. إنَّ كتاب الله I وسنة رسوله الكريم محمد r أشارت إلى ضرورة إعمال العقل في الجوانب الشرعية للوصول إلى أهداف شرعية مطلوبة لا يمكن الوصول إليها إلا بالنظر والطلب لتحقيق مصالح العباد، و إنَّ ضبط هذا التفكير على أسس سليمة وقواعد متينة.
  4. إنَّ الأمن الفكري هو أحد أهم أنواع الأمن في مواجه الإنحرافات الفكرية الموجهة ضد أبناء الأمة الإسلامية من قبل المجتمعات الغربية وما تحمله من توجهات وفلسفات ذات بريق زائف.

الأسباب التي دعت الباحث إلى الخوض في هذا الموضوع:

  1. رغبتي الجامحة في الدفاع عن الإسلام، هي التي دفعتني إلى أنْ يكون تناولي للموضوع تناول من يشعر بواجب الدفاع عن دينه، فيدفع شبه المغرضين، وتأويلات الجاهلين، وعوني بعد الله I هيئة من التدريسيين ترفع شعار الوسطية والإعتدال.
  2. بيان أهمية الأفكار ودورها في حياة الأمة الإسلامية، سواء كانت هذه الأفكار أمنة أو منحرفة.
  3. ظهور الخطاب الإسلامي المتشدد الذي شوّه وأعطى صورة مغايرة للإسلام والذي يمتاز بالوسطية والاعتدال، وكذلك إظهار الخطاب الإسلامي المتشدد على حقيقته، وأنه ليس من الدين في شيء.
  4. 4-  دفع الشبهات التي تروج على أنَّ الخطاب الإسلامي هو خطاب تشدد وغلو.

مشكلة الدراسة:

شيوع الخطاب الإسلامي المتشدد في المجتمعات الإسلامية، وذلك بوساطة طرق متعددة ومختلفة ومن أهمها وسائل الإعلام، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي وكثرة مستخدميها وانتشارها، فإن الخطابات المتشددة لها تأثير على الأمن الفكري للأفراد والمجتمعات على حد سواء، وكذلك فإن هذه الخطابات تخل في بنية المجتمعات الإسلامية.

تساؤلات الدراسة:

  1. ما مفهوم الأمن الفكري وما مقوماته وضوابطه؟
  2. ما الخطاب الإسلامي المتشدد وماهي مسبباته؟
  3. ما خصائص وأساليب الخطاب الإسلامي المعتدل؟
  4. مخاطر الخطاب الإسلامي المتشدد على الفرد والمجتمع؟
  5. ما الدور الذي يعلبه الخطاب الإسلامي المعتدل في علاج الانحراف الفكري؟

أهداف الدراسة:

  1. تحقيق الأمن الفكري للأفراد والمجتمعات.
  2. تحقيق التعايش السلمي بين أبناء المجتمع.
  3. 3-  بيان أهمية الأمن الفكري ودوره في الحماية من الانحرافات الفكرية.

الصعوبات:

فيما لا شك فيه أنَّ كل دراسة تواجه جملة من الصعوبات والعوائق، وهي من سنن الله I في الكون أن يكون ما يقدمه الإنسان بارزاً في نتائجه الضعف والقصور، إنًّ الصعوبات كانت بمثابة عوائق أمام استكمال الكثير من الأفكار، و إنًّ كان بعضها ينحصر في إطار التمني، ومن الصعوبات:

  1. إنًّ الكتابات حول الخطاب الإسلامي المتشدد عبارة عن مقالات، أو كلام في الخطب، أو معلومات متناثرة على شبكات التواصل الإجتماعي، وهي خالية من البطاقات، وفي بعض الأحيان تفتقر حتى إلى النسبة لقائليها، ولكن بفضل الله I ومنَّه وكرمه تم التغلب على هذه العوائق وإكمال الدراسة الخاصة بالموضوع .

منهجية الدراسة:

  1. جمع الباحث في هذه الدراسة بين المنهج الوصفي والمنهج التحليلي.
  2. اعتماد القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة مصدراً وأساساً في التأصيل لمفهوم الأمن الفكري والخطاب الإسلامي من خلال كتب التفاسير، والسيرة، وشروحات السنة النبوية العطرة التي عنيت بجانب الدراسة.
  3. اعتماد الرسم القرآني لآيات القرآن الحكيم التي استشهدنا بها، وإحالتها في الهامش بذكر رقم الآية والسورة التي وردت فيها.
  4. تخريج الأحاديث النبوية الشريفة من كتب الحديث، وفي حالة ورد الحديث في الصحيحين نذكرهما فقط دون ذكر بقية الكتب الاخرى.
  5. ادراج النص المقتبس بين علامتي تنصيص ”    “، مع الإشارة إلى المصدر وذكر الجزء والصفحة.
  6. تبيان الكلمات الغريبة الواردة في صفحات الدراسة.
  7. ترجمة للأعلام جميعهم الذين اشتهروا، وكذلك الذين لم يشتهروا ممن تم ذكرهم في الدراسة عند أول مرة يرد فيها ذكر العلم.

الدراسات السابقة:

بعد البحث والتفتيش والتنقيب والتقصي في قواعد البيانات التي تتعلق بموضوعات الرسائل والأطاريح، وفي حدود ما أطلعت عليه، وسؤال أهل العلم، لم أجد رسالة واحدة مكتوب فيها بهذا العنوان، أما بخصوص الخطاب الإسلامي المتشدد فلم أجد أي دراسة تناولت التشدد في الخطاب الإسلامي، غير أن هنالك من تناولوا مفهوم الأمن الفكري في أبحاثهم وكتاباتهم ومنهم:

  1. ” الأمن الفكري في مواجهة المؤثرات الفكرية ” للدكتور حيدر عبد الرحمن الحيدر، وهي رسالة دكتوراه في علوم الشرطة، كلية الدراسات العليا في أكاديمية الشرطة، في جمهورية مصر العربية عام 1422ه، وقد قسم الباحث بحثه إلى بابين، الباب الأول: المؤثرات الفكرية، والباب الثاني: الأمن الفكري، وقد اتبع الباحث المنهج الاستنباطي والمنهج الوصفي.
  2. 2-    “الأمن الفكري في مقررات التربية الإسلامية في المرحلة الثانوية “، للباحث سعد بن صالح العتيبي، وهو بحث مكمل للحصول على درجة الماجستير في التربية الإسلامية، في جامعة أم القرى، وقد اتبع الباحث المنهج الوصفي التحليلي، وبحث مدى قيام معلمي التربية الإسلامية بدورهم في إبراز مضامين الأمن الفكري وتعزيزه لدى طلاب المرحلة الثانوية.
  3. الأمن الفكري ودوره في مكافحة التطرف الديني( دراسة حلة الإرهاب في الجزائر)، محمد بوكرب، إشراف الدكتور مخلوف ساحل، 2013م-2014م
  4. الأمن الفكري في السلام وتطبيقاته التربوية، امل محمد احمد عبد الله محمد أنور، أشراف الدكتور أميرة بنت طه بن عبد الله بخش، المملكة العربية السعودية، جامعة أم القرى، كلية التربية بمكة المكرمة.
  5. 5-     مفهوم الأمن الفكري دارسة تأصيلية، في ضوء الإسلام، بحث مكمل لنيل شهادة الماجستير، ماجد بن محمد بن علي الهذيلي، محمد بن حسين بن احمد،1432-1433ه، جامعة الأمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية الشريعة، قسم الثقافة الإسلامية.
  6. الأمن الفكري وعلاقته بالأمن الوطني، اعداد دكتورة رجاء بنت سيد علي أستاذ مساعد بقسم التربية الإسلامية والمقارنة، كلية التربية، جامعة ام القرى بمكة المكرمة، المجلة التربوية، العدد الخامس والخمسون نوفمبر-2018م 

([1]) سورة البقرة: الآية 143.

([2])  سنن ابن ماجه، ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، وماجة اسم أبيه يزيد (ت ٢٧٣ هـ)
تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ، دار إحياء الكتب العربية، أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب المناسك، باب حصى الرمي، ج2، ص1008، رقم الحديث 3029.

اترك تعليقاً