You are currently viewing أطروحة دكتوراه نوره عادل / بعنوان: الحياة الاجتماعية في المشرق الإسلامي من خلال كتاب الوافي بالوفيات للصفدي (ت764هـ/1363م)

أطروحة دكتوراه نوره عادل / بعنوان: الحياة الاجتماعية في المشرق الإسلامي من خلال كتاب الوافي بالوفيات للصفدي (ت764هـ/1363م)

المستخلص

لم تقتصر كتب التاريخ العام وكتب الرحالة وكتب الادب العربي بشكلها العام على غناها بالمادة العلمية التي تخص الجوانب الاجتماعية فقط بل جاء في كتب الطبقات والتراجم مادة علمية رصينة عن الجوانب الاجتماعية من خلال دراسة سيرة الشخصيات من امراء وسلاطين ومفكرين وعلماء كان لهم شأن في تلك الحقبة التي عاشوا فيها وبذلك جاء المؤرخون من اصحاب كتب التراجم ليسجلوا بمهنية تامة يوميات هؤلاء الناس من حياتهم الاجتماعية والتقاليد السائدة في تلك المدة والعادات والاعراف والمناسبات وعلاقات الافراد مع بعضهم البعضفضلا عن الاعياد والطبقات الاجتماعية والطوائف الدينية والأقوام، ثم جاءت هذه الكتب بمعلومات لا يستهان بها عن المنشآت الخدمية التي تخدم الناس وهي كثيرة منها على سبيل المثال البيمارستانات والمدارس والمساجد والقلاع والحصون والحمامات ثم لم تهمل هذه الكتب وسائل التسلية والالعاب والحرف والمهن أضافة الى الحياة اليومية للمجتمع.

       وإذ نحن اليوم ضمن واحد من اهم هذه الكتب وهو كتاب الوافي بالوفيات للمؤرخ الصفدي المتوفى (764هـ/1363م)، إذ تناول موضوع الدراسة الحياة الاجتماعية في المشرق الاسلامي من خلال هذا الكتاب وعلى الرغم من كثرة المعلومات الاخرى في هذا الكتاب ومنها السياسية الا ان دراستنا انصبت حول دارسة الحياة الاجتماعية في المشرق الاسلاميبشكل عام.

       وجاءت أهمية هذا الموضوع من خلال بيان ما يحتويه كتاب الوافي بالوفيات من معلومات ثرية عن الحياة الاجتماعية في المشرق الاسلامي كان لها أثر بالغ في حياة المجتمع المشرقي ،لاسيما وأن كتاب الوافي بالوفيات عدّ من أوسع مؤلفات الصفدي ، وهو كتاب موسوعي، وعدّ أكبر معجم تراجمي ، فضلًا عن مؤلفاتهِ الأخرى في مختلف الجوانب كالتاريخ والشعر والفقه وغيرها ، وقد تطرق الصفدي في تراجمه (الوافي بالوفيات) للعديد من الشخصيات المشرقية ، ومن خلال تلك التراجم تم جمع مادة البحث الخاصة بالجانب الاجتماعي للمشرق بصورة عامة ، على الرغم من قلتها إلا أننا تمكنا من الوصول إلى الهدف المطلوب وجمع فقرات البحث من بين ثنايا الكتاب بعد قراءتهِ بكل أجزاءه والمؤلف من (29) جزءًا.

       على الرغم من أن هناك دراسات سابقة تناولت الحياة الاجتماعية في المشرق الاسلامي  بشكل عام منها على سبيل المثال دراسة بعنوان (الحياة الاجتماعية في خراسان من الفتح الاسلامي الى نهاية سنة 656هـ) رسالة تـقـدم بـهـا صدام جاسم محمد البياتي إلى مجلس كلية التربية في جامعة ديالى ، و(الحياة الاجتماعية في المشرق الإسلامي في ضوء الموارد الجغرافية 132-334هـ) اطروحة تقدمت بها مها وضاح عبد الأمير احمد الاعظمي إلى مجلس كلية التربية (ابن رشد) جامعة ، ودراسة أخرى بعنوان (مظاهر الحياة الاجتماعية في اقليم المشرق من خلال كُتب الرحالة والجغرافيين العرب والمسلمين) رسالة تقدمت بها الطالبة جنان عبد الكاظم لازم إلى مجلس كلية التربية للبنات / جامعة بغداد ، إلا إننا وحسب ضننا أن هذا الكتاب يحوي معلومات إستثنائية في الجانب الاجتماعي ربما لم تحظى بها كتب أخرى من هذا النمط وكان ذلك مدعاة وسببا في أختيار الموضوع ،أما اختيار المكان (المشرق الأسلامي) ليكون ساحة الدراسة فهو نابع من أهمية هذه الأقاليم على مدى العصور الاسلامية بشكل عام منذ بدايات الفتح الاولى حتى نهاية الخلافة العباسة في بغداد سنة 656هـ/1258م بل استمرت الى تاريخ ابعد من ذلك من خلال الاحداث التاريخية الجسيمة التي حدثت على ارضه .

       أما المنهج الذي اتبعته في هذه الدراسة فهو المنهج الوصفي لواقع الحال الأجتماعي محاولاً قدر الإمكان أن أخضع الروايات والنصوص المتعلقة بهذا الجانب الى التحليل والأستنتاج بقدر ماتتطلبه طبيعة البحث الزمانية والمكانية إستناداً الى ماورد في كتاب الوافي بالوفيات.

أما عن الصعوبات العلمية التي واجهتها في الدراسة فهي تكمن في سعة المادة العلمية في مختلف الجوانب فهو كتاب ضخم ضم تسع وعشرون جزءً ترجم لشخصيات عبر حقب وأزمان مختلفة ،تناثرت فيه المعلومات الأجتماعية وتشتت وكان لزاماً علينا جمعها والمقارنة بينها لاسيما وعن تقادم الزمن والعصور قد عكس نوعاً من التباين في العادات والقيم لأن الواقع الأجتماعي بطبيعته متغير غير ثابت هذا جانب أما الجانب الأخر قلة المعلومات التي تتعلق بالجانب الأجتماعي مقارنةً بالجانب السياسي        ويمكن القول أن هذه الدراسة هي أضافة نوعية  إلى الدراسات السابقة الخاصة بالمشرق الإسلامي، من أجل إبراز كل ما يخص الحياة الاجتماعية في المشرق الإسلامي من خلالكتاب الوافي بالوفيات بما فيها العناصر السكانية والفئات الدينية ، والمظاهر العمرانية ، وحياتهم العامة كالمأكل والملبس والمشرب ، وأعيادهم واحتفالاتهم، إضافة إلى أسواقهم وصنائعهم وحرفهم ، ودور المرأة هناك .

اترك تعليقاً