تأتي أطروحتي الموسومة بـ (المقامات المشرقيّة في دراسات المحدثين، دراسة في نقد النقد)، ـــ وهي امتداد لدراستي في الماجستير، الموسومة بـ (الثنائيات الضدية في مقامات الهمذاني والحريري ــ دراسة موازنة)، بإشراف (أ. م. د. باسم محمد إبراهيم) ـــ في البحث عن المنجزات النقديّة، التي درست المقامات، بوساطة الاستعانة بالمناهج الحديثة من مناهج السياقية (تاريخيّة ــ اجتماعيّة ــ نفسيّة)، ومناهج نصّية (أسلوبيّة ــ بنيويّة ــ سيميائيّة)، أو مناهج ما بعد النصّية (قراءة وتلقّي ــ تأويليّة ــ ثقافيّة)، ومن هنا انطلق البحثُ، مُحاولًا لمَّ شَتاتِ تلك الدراسات المتفرّقة، وعرضها وتحليلها ونقدها.
وقد قامت الباحثة بالاعتماد على المصادر والمراجع التي تُسهّل من عملية الوصول إلى هدف الدراسة، فقد كانت في ظلِّ هذه الكثرة من المصادر والنصوص الأصليّة، وهذا الزخم الهائل من المعلومات التي ملأت صفحات المصادر، والتي تطرّقت إلى المقامات، ومن ثمّ فقد اِختارت الباحثة منها ما كان متصلًا بالموضوع مباشرة، وما يخدم طبيعته.
فقد اِختارت الباحثة مقامات (الهمذاني والحريريّ) للدراسة، ولم أذكر بقيّة المقاميين، أمثال: الزمخشريّ، وابن الجوزيّ، وغيرهم، الذين جاؤوا من بعد الحريريّ؛ وذلك لسببين، الأول منهما كون هذه المقامات هي وعظيّة إرشاديّة بالمقام الأول، على العكس من مقامات الهمذاني والحريريّ، التي كانت أدبيّةً، واندمجت فيها مواضيع شتّى، أمّا السبب الآخر هو أنّ الدراسات الحديثة للنقّاد في دراستهم للمقامات، فإنّهم دائمًا ما يختارون مقامات الهمذاني والحريريّ للدراسة؛ بوصفهما عُميدي الفنّ المقاميّ.
أمّا عن منهج الدراسة، فوجدت في المنهج الوصفي التحليلي طريقة مثلى للخروج بنتائج متوازنة بين حقلي (نقد النقد)، و(الاستقراء)، وذلك لطبيعة موضوع الدراسة وهدفها، فعمل الباحثة على النقد والوصف والتحليل للمادة المدروسة؛ سعيًا للوصول إلى رؤية النقّاد ودراستهم للمقامات.
وقد قُسّمت هذه الأطروحة بوصفها خطّة إلى تمهيد بعنوان (مدخل إلى مفهوم المقامة)، وثلاثة فصول، وخاتمة، وقد بحثتُ في التمهيد عن أهمّية السرد العربي، وخصوصيّة المقامات المشرقيّة، ونقد النقد وعلاقته بالنقد السردي قديمًا وحديثًا.
وفي الفصل الأول الموسوم بـ (المناهج السياقيّة)، والذي جاء بثلاثٍة مباحثٍ، المبحث الأول (المنهج التاريخي)، وقد تناول المصادر التي درست المقامة على وفق المنهج التاريخيّ، الذي كان له دور كبير؛ وذلك لأنّ فنّ المقامات قد نشأ في ظروفٍ سياسيّة واجتماعية كانت متأزّمة، وكان للأحداث التاريخيّة دورٌ بارزٌ في ظهور هذا الفنّ، والمبحث الثاني (المنهج الاجتماعيّ)، الذي يربط الأدب بالواقع الاجتماعيّ، وتهتم بالظروف الاجتماعيّة التي أحاطت الأديب وساعدته في إنتاج النصّ، والمبحث الثالث (المنهج النفسيّ)، والذي يكشف لنا عن نفسيّة الأديب داخل العمل الإبداعي.
ثمّ يتصدّى الفصل الثاني لدراسة (المناهج النصّية)، أي المناهج التي درست النصّ من الداخل، ولا يعنى بالظروف الخارجيّة لإنتاج النصّ، ويتكوّن من ثلاثةِ مباحثٍ، الأول منها (المنهج الأسلوبيّ)، وهو أحد الاتجاهات التحليليّة، الذي يعتمد على اللغة، دون ما عداها من موروثات خارجيّة، أمّا المبحث الثاني (المنهج البنيويّ)، فقد قدمت البنيوية مفهومات مُغايرة تمامًا للمناهج السابقة؛ التي عنيت بالظروف الخارجيّة، وعارضت البنيويّة هذه المناهج، انطلاقًا من فلسفة (موت المؤلّف)، أمّا المبحث الثالث (المنهج السيميائيّ)، والذي يعتمد على تفكيك النصوص وحلِّ رموزها، والغوص في أعماقها، من أجل انتاج دلالات جديدة في أثناء القراءة.
ثمّ تستكمل حلقة الفصول الأخيرة مع الفصل الثالث، للحديث عن (مناهج ما بعد الحداثة)، ويتكوّن من ثلاثةِ مباحثَ أيضًا، المبحث الأول (القراءة والتلقّي)، وهي من النظريّات المهمّة، التي جاءت لإنصاف المتلقّي، فـ (حضور القارئ) مهمٌّ في عملية الانتاج الأدبي، ويتحدّث المبحث الثاني عن (المنهج التأويلي)، وهذا المنهج يرتبط بالنصّ الأدبي وما يعتريه من غموضٍ وفكِّ شفراته، والمبحث الثالث عن (النقد الثقافي)، الذي يتصدى لدراسة النصوص الأدبيّة بوصفها ظاهرة ثقافيّة.
المستخلص
تأتي أطروحتي الموسومة بـ (المقامات المشرقيّة في دراسات المحدثين، دراسة في نقد النقد)، ـــ وهي امتداد لدراستي في الماجستير، الموسومة بـ (الثنائيات الضدية في مقامات الهمذاني والحريري ــ دراسة موازنة)، بإشراف (أ. م. د. باسم محمد إبراهيم) ـــ في البحث عن المنجزات النقديّة، التي درست المقامات، بوساطة الاستعانة بالمناهج الحديثة من مناهج السياقية (تاريخيّة ــ اجتماعيّة ــ نفسيّة)، ومناهج نصّية (أسلوبيّة ــ بنيويّة ــ سيميائيّة)، أو مناهج ما بعد النصّية (قراءة وتلقّي ــ تأويليّة ــ ثقافيّة)، ومن هنا انطلق البحثُ، مُحاولًا لمَّ شَتاتِ تلك الدراسات المتفرّقة، وعرضها وتحليلها ونقدها.
وقد قامت الباحثة بالاعتماد على المصادر والمراجع التي تُسهّل من عملية الوصول إلى هدف الدراسة، فقد كانت في ظلِّ هذه الكثرة من المصادر والنصوص الأصليّة، وهذا الزخم الهائل من المعلومات التي ملأت صفحات المصادر، والتي تطرّقت إلى المقامات، ومن ثمّ فقد اِختارت الباحثة منها ما كان متصلًا بالموضوع مباشرة، وما يخدم طبيعته.
فقد اِختارت الباحثة مقامات (الهمذاني والحريريّ) للدراسة، ولم أذكر بقيّة المقاميين، أمثال: الزمخشريّ، وابن الجوزيّ، وغيرهم، الذين جاؤوا من بعد الحريريّ؛ وذلك لسببين، الأول منهما كون هذه المقامات هي وعظيّة إرشاديّة بالمقام الأول، على العكس من مقامات الهمذاني والحريريّ، التي كانت أدبيّةً، واندمجت فيها مواضيع شتّى، أمّا السبب الآخر هو أنّ الدراسات الحديثة للنقّاد في دراستهم للمقامات، فإنّهم دائمًا ما يختارون مقامات الهمذاني والحريريّ للدراسة؛ بوصفهما عُميدي الفنّ المقاميّ.
أمّا عن منهج الدراسة، فوجدت في المنهج الوصفي التحليلي طريقة مثلى للخروج بنتائج متوازنة بين حقلي (نقد النقد)، و(الاستقراء)، وذلك لطبيعة موضوع الدراسة وهدفها، فعمل الباحثة على النقد والوصف والتحليل للمادة المدروسة؛ سعيًا للوصول إلى رؤية النقّاد ودراستهم للمقامات.
وقد قُسّمت هذه الأطروحة بوصفها خطّة إلى تمهيد بعنوان (مدخل إلى مفهوم المقامة)، وثلاثة فصول، وخاتمة، وقد بحثتُ في التمهيد عن أهمّية السرد العربي، وخصوصيّة المقامات المشرقيّة، ونقد النقد وعلاقته بالنقد السردي قديمًا وحديثًا.
وفي الفصل الأول الموسوم بـ (المناهج السياقيّة)، والذي جاء بثلاثٍة مباحثٍ، المبحث الأول (المنهج التاريخي)، وقد تناول المصادر التي درست المقامة على وفق المنهج التاريخيّ، الذي كان له دور كبير؛ وذلك لأنّ فنّ المقامات قد نشأ في ظروفٍ سياسيّة واجتماعية كانت متأزّمة، وكان للأحداث التاريخيّة دورٌ بارزٌ في ظهور هذا الفنّ، والمبحث الثاني (المنهج الاجتماعيّ)، الذي يربط الأدب بالواقع الاجتماعيّ، وتهتم بالظروف الاجتماعيّة التي أحاطت الأديب وساعدته في إنتاج النصّ، والمبحث الثالث (المنهج النفسيّ)، والذي يكشف لنا عن نفسيّة الأديب داخل العمل الإبداعي.
ثمّ يتصدّى الفصل الثاني لدراسة (المناهج النصّية)، أي المناهج التي درست النصّ من الداخل، ولا يعنى بالظروف الخارجيّة لإنتاج النصّ، ويتكوّن من ثلاثةِ مباحثٍ، الأول منها (المنهج الأسلوبيّ)، وهو أحد الاتجاهات التحليليّة، الذي يعتمد على اللغة، دون ما عداها من موروثات خارجيّة، أمّا المبحث الثاني (المنهج البنيويّ)، فقد قدمت البنيوية مفهومات مُغايرة تمامًا للمناهج السابقة؛ التي عنيت بالظروف الخارجيّة، وعارضت البنيويّة هذه المناهج، انطلاقًا من فلسفة (موت المؤلّف)، أمّا المبحث الثالث (المنهج السيميائيّ)، والذي يعتمد على تفكيك النصوص وحلِّ رموزها، والغوص في أعماقها، من أجل انتاج دلالات جديدة في أثناء القراءة.
ثمّ تستكمل حلقة الفصول الأخيرة مع الفصل الثالث، للحديث عن (مناهج ما بعد الحداثة)، ويتكوّن من ثلاثةِ مباحثَ أيضًا، المبحث الأول (القراءة والتلقّي)، وهي من النظريّات المهمّة، التي جاءت لإنصاف المتلقّي، فـ (حضور القارئ) مهمٌّ في عملية الانتاج الأدبي، ويتحدّث المبحث الثاني عن (المنهج التأويلي)، وهذا المنهج يرتبط بالنصّ الأدبي وما يعتريه من غموضٍ وفكِّ شفراته، والمبحث الثالث عن (النقد الثقافي)، الذي يتصدى لدراسة النصوص الأدبيّة بوصفها ظاهرة ثقافيّة.