المستخلص
يهدف هذا البحث إلى التعرف على أثر أسلوبين إرشاديين (المعاني المتناقضة والمواجهة) في تنمية الحب الوالدي لدى أمهات الايتام، من خلال اختبار الفرضية الصفرية (لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين درجات أفراد المجموعات الثلاث “التجريبية الأولى التجريبية الثانية الضابطة ” على مقياس الحب الوالدي في الاختبارات القبلي والبعدي عند مستوى دلالة (0.05).
ولغرض التعرف على الحب الوالدي لدى أمهات الايتام قام الباحث ببناء مقياس على وفق نظرية ايرك فروم Erich-From (1956)، إذ تكوّن المقياس من (24) فقرة بصيغته الأولية، وتم عرضه على مجموعة من الخبراء والمختصين وكان في الصيغة النهائية (24) فقرة من خلال تحديد الأوزان، وإعداد تعليمات المقياس وطريقة التصحيح طبق الباحث المقياس على عينة استطلاعية لمعرفة مدى وضوح الفقرات والوقت المستغرق، ثم تطبيقه على عينة التحليل الاحصائي المكوّنة من (400) من أمهات الايتام، ومن خلال عينة التحليل الإحصائي تم استخراج الخصائص الاحصائية لفقرات المقياس وتم التأكد من ثبات المقياس بعدة طرق وهي إعادة الاختبار إذ بلغ معامل الارتباط (0.89)، والطريقة الثانية معادلة ألفا كرونباخ إذ بلغ معامل الارتباط (0.93)، وبذلك أصبح المقياس في صورته النهائية يتكون من (24) فقرة وقد عولجت البيانات بوسائل إحصائية عدة باستعمال الحقيبة الاحصائية من برنامج SPSS.
ولغرض إعداد البرنامج الإرشادي بأسلوبي (المعاني المتناقضة والمواجهة) ، طبق الباحث مقياس الحب الوالدي بصيغته النهائية على عينة مكونة من (100)، من أمهات الايتام واختيار اللاتي حصلن على درجات أدنى من الربع الأول البالغ (36)، إذ تم اختيار (30)، من أمهات الايتام بواقع (10)، في كل مجموعة تجريبية أو مجموعة ضابطة، وأستعمل الباحث المنهج التجريبي باعتماد تصميم المجموعات المستقلة و فضلاً عن إجراء التكافؤ ببعض المتغيرات، أذ دربت المجموعة التجريبية الاولى على أسلو المعاني المتناقضة، والمجموعة التجريبية الثانية على أسلوب المواجهة،في حين لم يقدم أي تدريب للمجموعة الضابطة.
وقد بلغت عدد الجلسات الإرشادية (12) جلسة إرشادية لكل أسلوب بواقع جلسة أسبوعياً وبعد الانتهاء من تنفيذ البرنامج بأسلوبيه تم تطبيق المقياس على المجموعات الثلاث (الاختبار البعدي).
وقد توصلت نتائج البحث الحالي إلى أن هناك فروقًا دالة إحصائيًا بين المجموعات الثلاث ” التجريبيتين الأولى والثانية والضابطة ” في الاختبار البعدي على مقياس الحب الوالدي ولصالح المجموعتين التجريبيتين، أما الفروق بين المجموعة التجريبية الأولى والمجموعة التجريبية الثانية فهي ليست ذات دلالة إحصائية، لكن الفرق بين المجموعة التجريبية الأولى والمجموعة الضابطة كان دالاً احصائياً ولصالح المجموعة التجريبية الأولى، وكذلك الفرق بين المجموعة التجريبية الثانية والمجموعة الضابطة، فكان دالًا احصائيًا ولصالح المجموعة التجريبية الثانية كذلك استخرج الباحث حجم الأثر للأسلوب الأول (المعاني المتناقضة)، اذ بلغ (3.69)، وهو ذو أثر كبير على وفق معيار كوهين كما بلغ حجم الأثر للأسلوب الثاني ( المواجهة )، اذ بلغ (5.073)، وهو ذو أثر كبير على وفق معيار كوين وفي ضوء تلك النتائج قدم الباحث مجموعة من التوصيات والمقترحات.