المستخلص
إن دراسة الشخصيات الإسلامية لها أهمية كبيرة في حياة المجتمع، اذ إنَ الأحداث التاريخية غالباً ما يصنعها رجال الدولة سواء كانت سياسية أم عسكرية أم أدارية أم علمية , ومن هنا تبرز اهمية دراسة الجراح بن عبد لله الحكمي وذلك لما شغله من مكانة كبيرة في الدولة العربية في العصر الأموي .
يعد الجراح بن عبد الله الحكمي احد الشخصيات القيادية ومن الامراء المشهورين في العصر الاموي، دمشقي الأصل والمولد. احد العلماء الذين اهتموا بقراءة القرآن الكريم ورواية الحديث النبوي الشريف, تمتع بمكانة متميزة في الدولة الأموية منها قيادته الجيوش في الفتوحات الاسلامية وشغل مناصب عديدة في الدولة اضافة الى تعيينه والياً على كثير من المناطق وخاصة في خراسان وبلاد ما وراء النهر تقلد الامارة على جهات عديدة منها البصرة للحجاج، ثم خراسان وسجستان لعمر بن عبد العزيز،, وهكذا كان للجراح الحكمي دور واضح في مجريات الاحداث الفكرية والعسكرية والادارية والفكرية في الدولة العربية الاسلامية , اضافة الى فتوحاته وتعامله مع تطورات الاحداث والمشاكل التي واجهته في بلاد المشرق الاسلامي.
وفي ضوء هذه المعطيات تولدت لدينا القناعة في أسباب اختيار موضوعنا وباعثا لنا للوج في دراسة هذه الشخصية التاريخية أضافه الى دراسة جوانبه الادارية وابراز دوره في سير فتوحاته الإسلامية في بلاد ما وراء النهر ، ولاسيما ان هذا الموضوع لم تفرد عنه دراسة أكاديمية متكاملة ولم تسلط عليه الأضواء كما ينبغي وبحسب اطلاعنا وطوال مدة البحث لم نجد من كتب عن هذا الموضوع الا ما نشر في مجلة واسط جامعة واسط من قبل الاستاذ المساعد الدكتورة خولة حمدون عبدالله الصواف عن القائد الجراح بن عبدالله الحكمي سيرة حياة وهو بحث موجز عن حياته وبشيء مختصر عن اهم اعماله،. وهذا ما كان له اثر في نفسي للاستزادة والاحاطة بجوانب الموضوع من خلال دراسة علمية أكاديمية, وهنا لابد من ذكر دور استاذي المشرف الاستاذ الدكتور حامد حميد عطية الراشدي ،الذي كان له الفضل في اختيار الموضوع والتشجيع على دراسته ، حيث لم يبخل علي بأي جهد او مشورة جزاه الله عنا احسن الجزاء .
يتجسد هدف البحث في تسليط الضوء على شخصية الجراح الحكمي وابراز اثره الاداري والعسكري، ومن ثم نأمل أن تضيف هذه الدراسة معلومات مهمة يمكن أن تكون مصدرا مستقلاً من مصادر التاريخ الإسلامي في المكتبة العربية الإسلامية .
ولابد من الاشارة الى انه خلال مدة الدراسة واجهتنا صعوبات عديدة ، منها شحة المعلومات التي تطرقت الى سيرة الجراح الحكمي الذاتية والعلمية فيما يخص عائلته او شيوخه الذين تتلمذ على ايديهم اضافة الى ندرة المعلومات عن حياته الادارية ، حيث ذكرت المصادر التاريخية معلومات مقتضبة بهذا الخصوص.
اقتضت طبيعة الدراسة تقسيمها على ثلاثة فصول سبقتها مقدمة تطرقنا فيها لأهمية الموضوع وتحليلاً لأهم المصادر والمراجع وتلتها خاتمة أجملنا فيها أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة ، وأعقبتها قائمة المصادر والمراجع ، وملخص للرسالة باللغة الانكليزية .
جاء الفصل الأول بعنوان (السيرة الشخصية والعلمية للجراح بن عبد الله الحكمي)، إذ قُسم الى ثلاثة مباحث ، تناولنا في الأول حياة الجراح بن عبد الله الحكمي الشخصية من حيث اسمه ونسبه وكنيته ونشأته وزواجه وتكوين أسرته ، وصفاته و ورعه وتقواه في حين تناولنا في المبحث الثاني سيرته العلمية من حيث شيوخه وتلاميذه ، وفي المبحث الثالث تناولنا علومه ومعارفه ووفاته واقوال العلماء فيه .
أما الفصل الثاني فجاء بعنوان (الجوانب الادارية للجراح بن عبد الله الحكمي) ، إذ قُسم الى مبحثين ، جاء الأول ولاية الجراح بن عبد الله الحكمي على مدن العراق ، والمبحث الثاني ولاية الجراح بن عبد الله الحكمي على مدن بلاد المشرق .
وكان الفصل الثالث بعنوان (الاثر العسكري للجراح بن عبد الله الحكمي في بلاد الخزر والترك) ، إذ قُسم الى اربعة مباحث ، خصص الأول للفتوحات الاسلامية في بلاد الخزر والترك ، والمبحث الثاني الجراح بن عبد الله الحكمي واثره العسكري في بلد الخزر والترك ، والمبحث الثالث فتوحات الجراح بن عبد الله الحكمي ومعاركة مع الترك ، والمبحث الرابع معارك الجراح بن عبد الله الحكمي في ولايته الثانية على ارمينية .