المستخلص
تواجه مدينة بعقوبة، كغيرها من المدن في المناطق شبه الجافة، تحديات كبيرة تتعلق بتحقيق التوازن بين التطور العمراني السريع والمحافظة على البيئة. تعتبر هذه التحديات أساسية لضمان جودة الحياة للسكان وللحفاظ على الموارد الطبيعية النادرة في هذه المناطق. يهدف هذا البحث إلى تقديم تصور شامل لإنشاء متنزه مركزي مستدام في مدينة بعقوبة، والذي سيعمل كحلقة وصل بين البيئة الطبيعية والتنمية العمرانية، مستفيداً من تقنيات الاستشعار عن بعد لتعزيز الاستدامة وتحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية.هنا يأتي دور تقنيات الاستشعار عن بعد، والتي توفر أدوات قوية لمراقبة التغيرات البيئية وتحليل البيانات المتعلقة بالغطاء النباتي، توزيع المياه، والتغيرات المناخية. من خلال استخدام صور الأقمار الصناعية وبيانات الاستشعار عن بعد، يمكننا الحصول على رؤية شاملة ودقيقة عن الوضع البيئي في بعقوبة، يمكننا تحديد المناطق التي تعاني من تدهور بيئي وتحتاج إلى تدخلات فورية. كما يمكننا استخدام هذه البيانات لتحديد المواقع المثلى لزراعة النباتات ولتصميم مسارات المشي والركض بطريقة تضمن الحد الأدنى من التأثير البيئي. ويمكن استخدام البيانات المستمدة من الاستشعار عن بعد لمراقبة التغيرات البيئية بمرور الوقت وتقييم فعالية التدخلات التي تم تنفيذها في المتنزه. باختصار، يمثل إنشاء متنزه مركزي مستدام في بعقوبة خطوة هامة نحو تعزيز الاستدامة البيئية والاجتماعية في المدينة. من خلال الجمع بين التقنيات الحديثة مثل الاستشعار عن بعد والمبادئ البيئية المستدامة.
لدينا في محافظة ديالى خاصة والعراق عموما ندرة المتنزهات والحدائق العامة وأماكن الترفية ولا يوجد متنزهات وفق معايير استدامة المشهد الطبيعي وكذلك لا توجد دراسات كافية حول معايير الإِستدامة ولا توجد دراسات كافية حول موقع الدراسة ، تفترض الدراسة وعلى الرغم إِختلاف معايير إِستدامة المشهد الطبيعي المناسبة لمدينة بعقوبة عن تلك المناسبة لباقي المدن ؛ إِلّا أنّه من الممكن تطبيق بعض معايير إِستدامة المشهد الطبيعي في إنشاء المتنزه المركزي لمدينة بعقوبة . وإِختيار النباتات وتوزيعها بصورة صحيحة سيؤدي الى تحسين المشهد الطبيعي وهدفت الدراسة الى جمع وتحليل بيانات تربة الموقع ومصدر المياة المغذي للمشروع وجمع وتحليل البيانات المناخية والبيئية وجمعها في خرائط رقميَّة كقاعدة بيانات وإِعداد إِستمارة إِستبانة لأخذ آراء مستخدمي وزوّار المتنزهات ومدى معرفتهم بأهمية تطبيق معايير الإِستدامة ومن ثم إِعداد تصاميم مقترحة لموقع الدراسة.
إِعتمد في جمع الملحوظات والبيانات على جانبين أساسيين هما الجانب النظري والجانب العملي تكون الجانب الأول الجزء النضري من الفصل الأول أسس ومفاهيم عامة .
أما الجانب الثاني من الدراسة اي الجزء العملي أُختير المتنزّه المركزي لمدينة بعقوبة كحالة دراسة وهو أرض جرداء خالية من أي معالم تَمَّ دراسة تربة الموقع ودراسة تحليل عناصر المناخ للمنطقة بواسطة المرصد الأوربي ووكالة ناسا الأَمريكية ونمذجة خرائط الحرارة للانقلابات الشتوية الاربعة وخرائط الأَمطار وخرائط للتبخر وخرائط وتم وضع إِستبانة توجهت الأسئلة الى الخبراء والمستفيدين من المشروع وتحليل نتائجها إِحصائيا بإِستخدام برنامج SPSS الاحصائي وكذلك تَمَّ تصميم موقع الدراسة وفق معطيات الاستبانة والخرائط الجيومكانية المتحصل عليها حيث كان التصميم المقترح متكون من شبكة طرق رئيسة محيطة وثانوية عضوية تربط جميع أَجزاء المتنزة من الداخل، وإَنّ توزيع إِستعمالات الأَرض بشكل متوازن على جميع مساحة المتنزه وضمان إِعطاء أَعلى نسبة للغطاء الأَخضر، وتَمّ توقيع بحيرتين صغيرة وكبيرة في بداية ونهاية المتنزة من الجهة الشرقية لقربها من مصادر المياة وتضمين موقع الدراسة أَماكن مخصصَّة للقيام بالأَنشطة الرياضية مثل مضمار الجري وصالات مغلقة لتعزيز الثقافة وممارسة الرياضة لدى مجتمع المدينة وحيث تَمّ توقع مركز المدينة الترفيهي في مقدمة المتنزة بالقرب من البوابات الرئيسة وموقف السيارات ووقعت النصب التذكاري وساحة متعددة الأَغراض في وسط المتنزه خلف مركز المتنزه المخصص للنشاطات الحيوية وكذلك أُختيرت أَشجار الغابات بعناية وفق البيانات التي تَمَّ جمعها وكان أَغلبها محلية وموافقة للظروف المحلية للمنطقة.