المستخلص
يهدف البحث الحالي إلى معرفة( أثر ستراتيجية عقود التعلم في تحصيل طلاب الصف الثاني المتوسط في قواعد اللغة العربية وقياس تفكيرهم المنطقي)؛ ولتحقيق هدف البحث الحالي فقد صاغت الباحثة الفرضيتين الصفريتين الآتيتين:
1- لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة ( 0,05) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون قواعد اللغة العربية على وفق ستراتيجية عقود التعلم ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون قواعد اللغة العربية على وفق الطريقة الاعتيادية في الاختبار التحصيل البعدي .
2-لا يوجد فرق ذو دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0,05) بين متوسط درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين يدرسون قواعد اللغة العربية على وفق ستراتيجية عقود التعلم ومتوسط درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين يدرسون قواعد اللغة العربية على وفق الطريقة الاعتيادية في اختبار التفكير المنطقي.
اتبعت الباحثة المنهج التجريبي ذا الضبط الجزئي الملائم لبحثها، واختارت بشكل قصدي مدرسة (ثانوية المحسن للبنين) في قضاء بعقوبة المركز، فوجدت أن المدرسة تضم (4) شُعب للصف الثاني المتوسط ( أ، ب، ج ، د )، واختارت بطريقة السحب العشوائي شعبة (ب) لتمثل المجموعة التجريبية التي ستدرس على وفق ستراتيجية عقود التعلم وشعبة (أ) لتمثل المجموعة الضابطة التي ستدرس على وفق الطريقة الإعتيادية ؛ إذ بلغت عينة البحث (60) طالبًا بواقع (30) طالبًا في المجموعة التجريبية، و(30) طالبًا في المجموعة الضابطة. كافأت الباحثة بين طلاب مجموعتي البحث في متغيرات عدّة هي (العمر الزمني محسوبًا بالشهور، ودرجات مادة اللغة العربية لنصف السنة للعام الدراسي 2023-2024، ومستوى التحصيل الدراسي للوالدين ، واختبار الذكاء أوتس ) ، حددت الباحثة المادة العلمية بتسع موضوعات من كتاب اللغة العربية للصف الثاني المتوسط (الجزء الثاني) للعام الدراسي(2023-2024) ثم صاغت (90) هدفًا سلوكيًا بواقع (١٠) اهداف لكل للموضوع حسب المادة العلمية المقررة ، على وفق تصنيف بلوم للمستويات الأربعة ( المعرفة، الفهم, التطبيق، التحليل)، بواقع (31) هدفًا سلوكيًا لمستوى (المعرفة) و(27) هدفًا سلوكيًا لمستوى (الفهم) و (18) هدفًا سلوكيًا لمستوى (التطبيق) و (14) أهدافًا سلوكيًا لمستوى (التحليل)؛ فضلاً عن إعداد خطط تدريسية أنموذجية بلغت(18) بواقع (٩) خطط لكل مجموعة من مجموعتي البحث( التجريبية والضابطة) ، وعرضت الباحثة أنموذجاً واحداً من الخطط على نخبة من الخبراء والمحكمين المتخصصين في اللغة العربية وطرائق تدريسها والقياس والتقويم، وفي ضوء مقترحاتهم أُجريت التعديلات اللازمة عليها ، كما أعدت الباحثة اختبارًا تحصيليًا موضوعيًا متكونا من (30) فقرة من نوع الاختيار من متعدد بواقع (٤) بدائل للفقرة الواحدة ، وجرى التثبت من صدقه (المحتوى والظاهري ) من طريق عرضه على عدد من الخبراء والمحكمين المتخصصين، ولمعرفة الثبات اعتمدت الباحثة طريقة (كيودر ريتشارد سون 20)؛ إذ بلغ معامل الثبات (0,88) وهو معامل ثبات جيد ؛ وفضلاً عن اختبار التفكير المنطقي لمنظومة اختبارات فيينا العالمية المعتمدة من كلية التربية الاساسية جامعة ديالى ؛ إذ تكون الاختبار من (30) فقرة بواقع (٤) بدائل للفقرة الواحدة .
أعتمدت الباحثة على الوسائل الإحصائية الآتية: (الاختبار التائي لعينتين مستقلتين، ومربع (كا2) ، ومعامل الصعوبة، ومعامل التمييز، وفعالية البدائل المخطوءة، وحجم الأثر كوهين). وبعد المعالجة الإحصائية تبين تفوق درجات طلاب المجموعة التجريبية الذين درسوا على وفق ستراتيجية عقود التعلم على درجات طلاب المجموعة الضابطة الذين درسوا على وفق الطريقة الإعتيادية في الاختبار التحصيلي البعدي واختبار التفكير المنطقي. وفي ضوء نتائج البحث الحالي أستنتجت الباحثة: أن اعتماد ستراتيجية عقود التعلم تمكن الطلاب من القدرة العقلية على ربط المعلومات السابقة والأفكار الجديدة وتحصيلهم وتفكيرهم المنطقي، وقد أوصت الباحثة بتوصيات عدة ، منها : تدريب مُدرسي ومُدرسات اللغة العربية على استعمال ستراتيجية عقود التعلم لما لها من دورٍ فعالٍ في التدريس، واطلاع المشرفين والمتخصصين على ستراتيجية عقود التعلم ، واستكمالاً لهذا البحث الحالي اقترحت الباحثة مقترحات عدة منها : إجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية في فرع آخر من فروع اللغة العربية كالأدب ، والبلاغة ، والتعبير. إجراء دراسة مماثلة للدراسة الحالية لأنواع أُخرى من التفكير كالتفكير الإبداعي ، والتفكير التأملي.