You are currently viewing رسالة ماجستير / علياء حميد

رسالة ماجستير / علياء حميد

اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند 

 

 

المستخلص 

 

  إنَّ الاستشهاد بالشعر هو المنهج المُتبع عند علماء العربية لأنه الأخبار القاطعة الموثوقة المحتج بها في تأصيل القواعد اللغوية، أو في أثبات رأي ما؛ فيُستشهد بها عن الناطقين باللغة، وذلك لما للشعر من أهمية كما وصفه أبو هلال العسكري بأنه ديوان العرب وخزانة حكمتهم، ومستنبط آدابهم، ومستودع علومهم . فيكاد لا يوجد كتاب في علم اللغة يخلو من الشواهد الشعرية. وتُعنى هذه الدراسة  بجمع الشواهد الشعرية عند أبي علي محمد بن المستنير قطرب، وأبي الحسن الأخفش الأوسط (رحمهما الله) في كتبهم، ودراستها على وفق مستويات اللغة المعروفة؛ الصوتية والصرفية والدلالية والنحوية. فَقُسّمت خطة الرسالة على مقدمة وبابين. أولهما تحت عنوان "الجمع"، فاعتمدتُ على المنهج الوصفي الاحصائي في دراسة الشواهد. وبداتُ الحديث  بقطرب ثم الأخفش ، والاقتصار على عدد من الشواهد الشعرية، والإيجاز في ذكر مواطن الاستشهاد بها. واقتضت طبيعة الدراسة في هذا الباب أن تُقسم على ثلاثة فصول مسبوقة بمدخل لمعرفة ما جاء في الباب. وأما الفصل الأول: فعنوان (عدد شواهد الشعر)، وتضمن ثلاثة مباحث؛ الأول عددها عند قطرب، والثاني عند الأخفش، والثالث في الشواهد المشتركة بينهما. وأما الفصل الثاني: فكان بعنوان (نسبة الشواهد)، وفيه ثلاثة مباحث؛ الأول الشواهد غير المنسوبة عندهما. والثاني الشواهد المختلفة النسبة، فاشتمل هذا المبحث على الشواهد التي عزاها كل منهما إلى شاعر معين وهي تعود إلى شاعر آخر، والشواهد التي نُسبت إلى شاعرين تشكيكا. والمبحث الثالث في الشواهد المجهولة النسبة؛ فسلط الضوء على موقف المحققين من هذه الشواهد، ثم ورودها عند قطرب والأخفش، إذ أن هناك شواهد عدها الباحثون غير معروفة القائل وقد توصلت الباحثة إلى قائليها. ثم الإيجاز في ذكر الشواهد التي لم يقتصر مصدرها عليهما إذ لم ينفردا في الاستشهاد بها. وشواهد أخرى انفردا بذكرها؛ فلم ترد لها رواية في المصادر اللغوية ، وكتب علوم القرآن بل حتى في كتب البيان والأدب، وكتب التفاسير, التي بين أيدينا . وأما الفصل الثالث: فجاء بعنوان (الشعراء الذين احتجا بشعرهم) وضم ثلاثة مباحث، الأول في شعراء ما قبل الإسلام، والثاني في الشعراء المخضرمين، والثالث في الشعراء الإسلاميين.  وخصّص الباب الثاني للدراسة ، اتبعت فيه المنهج الوصفي التحليلي للمسائل اللغوية في مواطن الشواهد للأبيات إيجازا. إذ عرضتْ آراء العلماء في ذلك من مؤيدين ومخالفين. ومن منهج الباحثة دراسة الأبيات في موضوعات مواطن الشواهد الواردة عندهما مع مراعاة المسائل المشتركة بينهما إنْ وجدت بتقديم شواهد قطرب ثم شواهد الأخفش. واقتضت طبيعة المادة في هذا الباب أن تُقسم على مدخل وفصلين. أما الفصل الأول: فعنوانه (شواهد المباحث اللغوية)، درست الشواهد فيه على ثلاثة مباحث؛ الأول في الشواهد الصوتية، والثاني في الشواهد الصرفية، والثالث شمل الشواهد الدلالية. وأما الفصل الثاني: فجاء بعنوان (شواهد المباحث النحوية)، اقتصر على المباحث والمسائل النحوية، وضم ثلاثة مباحث؛ اختص الأول بشواهد الشعر في الأسماء، والثاني بشواهد الشعر في الأفعال، والثالث في الحروف.  وختمت الرسالة بخاتمة حوت أهم نتائجها. واعتمدت في هذه الدراسة على جمعٍ من المصادر والمراجع؛ منها كتب النحو والصرف، وكتب علوم القرآن والتفاسير، والمعجمات، كما اعتمدت على الكتب الأدبية والدواوين الشعرية وغيرها. إضافة إلى مؤلفات العالمين المعتمدة في الدراسة.  ولأن طريق البحث العلمي قد تعترضه بعض التحديات احيانا، فقد واجهني عدد من تلك الصعوبات في رحلة هذا العمل، أبرزها تعذر الحصول على نسخة من كتاب معاني القرآن وتفسير مشكل اعرابه، بتحقيق الدكتور محمد لقريز، وتقديم الأستاذ الدكتور غانم قدوري الحمد، الذي نُشر مؤخرًا ، في مكتبة الرشد بالرياض . لذا اعتمدت على نسخة الاطروحة . وكانت الشواهد الشعرية في كتاب معاني القرآن لقطرب هي الأكثر إسرافا للجهد والوقت، لأن المحقق لم يخرّج عددا ليس بالقليل منها، وتركها في وسط الكثير من الغموض الذي يحويها، لاسيما تلك الشواهد التي لم ينسبها قطرب عند الاستشهاد بها. فضلا عن التحديات التي أعاقت بعض الشيء هذه الرسالة؛ وعلى رأسها ما مر بالبلاد والعباد من ظرف صحي في ظل جائحة كورونا, واتخاذ الإجراءات الوقائية كفرض الحضر وغيرها الذي أحال دون الوصول إلى بعض المكتبات والإفادة منها مما أدى إلى التوجه نحو المواقع الإلكترونية, والإفادة ممّا توافر فيها من الكتب والرسائل.

 


 

اترك تعليقاً