You are currently viewing رسالة ماجستير / نور فاضل

رسالة ماجستير / نور فاضل

اعلام المكتبة المركزية / المهندس مهند 

 

الخلاصة 

 

 فإِنَّ دراسة شعر عمر السّراي في جانبه الجماليّ ذات مكانة كبيرة؛ لأَنَّ شعرهُ شهد حالةً من التحوّل في الذائقة النقديّة والبلاغيّة قَلَّ نظيُرها؛ إذ إِنَّ لغتَهُ الشّعريّة وصورهُ تقومُ على نوعٍ من الغرابةِ والتجريبِ. وقد أشار عليَّ الأستاذ الدكتور إياد عبدالودود الحمداني إِلى أَنَّ شعر عمر السّراي بلغ مرتبةً يستحقُ على إِثرها أَنْ يُدرس أكاديميًا؛ لما في شعرهِ من تنوعٍ، وبناءٍ قائمِ على الابتكار في الكثير من المواضع؛ فكان أَنْ مَنَّ عليَّ الله بعد مُصادقة اللجنة العلميّة في قسمنا أَنْ أدرسَ (شعر عمر السّراي دراسة نقديّة)، وقد زادت قراءاتي في شعرهِ من قناعتي بتلك المكانة، ولاسِيَّمَا في أعماله الشعريّة (وجهٌ إِلى السّماء، نافذةٌ إِلى الأرض)، ومجموعتهِ الشعريّة (وَلَهٌ لَهَا)، أَمّا مجموعة (حلويات) التي صدرت قبل أيام فلم تكن في ضمن العينة التي شملها الرّصد النقديّ في هذه الرسالة. وكانت جامعة تكريت – كليّة التربية للعلوم الإنسانية قد سجّلت رسالة ماجستير عنوانها: (الانزياح في شعر عمر السّراي) للطالب (عبدالباسط شكور غائب داود)، وقد نوقشت في أيلول 2021، واستندت إِلى منهج وصفي، يقترب من الإجراء البلاغي لرصد مظاهر الانزياح، وعلى الرغم من الجهد الكبير الذي بُذِلَ في تلك الرسالة، فإِنَّ منهجي في البحث قد ابتعد عن المداخل والمعالجات التي كانت تبحث فيها تلك الرسالة؛ لكي لا تتداخل الرؤية العلميّة. وقد أفاد البحث من مصادر متنوعة ومراجع أظهرها كتاب الدكتور عز الدّين إسماعيل (الشعر العربيّ المعاصر – قضاياه وظواهره الفنيّة والمعنويّة)، وكتاب الدكتور محسن أطيمش (دير الملاك – دراسة نقدية للظواهر الفنية في الشعر العراقيّ المعاصر)، وكتاب الدكتور علي متعب جاسم (الشعر العراقيّ المعاصر – الرؤية وأنساق التشكيل – دراسة نقدية في شعر جيل السبعينيات)، وكتاب الأستاذ سلمان علوان العبيدي (البناء الفني في القصيدة الجديدة – قراءة في أعمال محمد مردان الشعرية)، وغيرها من المراجع، وقامت إجراءات الرصد النقديّ على منهجٍ تكاملي يفيد في أَغلب صوره من الوصف والتحليل. تهيكلت الرسالة على تمهيدٍ وثلاثة فصول، ثمَّ خاتمة، استند التمهيد إِلى مدخلين تنظيريين يكشفان عن ذات الشاعر والجيل الذي كوّن بذرته الإبداعية الأولى (الجيل التسعيني)، ثمَّ جاء الفصل الأَوّل ليتحدث في (اللّغة الشعريّة) يتكوّن من فقرتين رئيستين، الأولى: كشفت عن المعجم الشعريّ في ثلاثة محاور: (ألفاظ الحبُّ وألفاظ الحزن وألفاظ الطبيعة)، والثانية: بحثت في مستويات الأداء اللّغوي فيما يرتبط بالموروث والكلام المحكي واللّغة الميسورة. أَمّا الفصل الثاني – الذي استند إِلى الوصفيّة – فقد جاء بعنوان (البناء الفني للقصيدة)، وقد قُسِّمَ على أربع فقرات، الأولى: أظهرت نمطيّ البناء المقطعي والبناء الدائري في القصيدة القصيرة، والثانية: أظهرت نمطيّ البناء السرديّ والدّراميّ في القصيدة الطويلة، وهاتان الفقرتان تقومان على الكشف عن المهيمنات البنائية في شعره، وجاءت الفقرة الثَّالثة لتفصح عن خصوصية قصيدة النثر، والتكيف الذي قامت عليه؛ فكان العنوان (قصيدة النثر المركزة)؛ لتحاكي الاصطلاح الموروث من الشاعر حسين مردان، وانتهى الفصل بفقرتهِ الرابعة؛ ليدرس الإيقاع بمستوييه المعروفين. وجاء الفصل الثالث المعنون بـ(فاعليّة الصورة في شعره)؛ فوضع يده على مظاهر الإغراب في شعره، استنادًا إِلى ثلاث فقرات، الأولى: كشفت عن توظيف الحواس، والثانية: كشفت عن توظيف الرّمز، وجاءت الفقرة الثَّالثة لتكشف عن مظهر التّناص بوعي منهجي يرتبط بخصوصيّة التعالق في شحذِ الأخيلة وإنتاج الصور.

اترك تعليقاً