You are currently viewing رسالة ماجستير وئام طه / بعنوان: الصحابيات المهاجرات وأثرهنَّ في الحياة العامة في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ/1449م)

رسالة ماجستير وئام طه / بعنوان: الصحابيات المهاجرات وأثرهنَّ في الحياة العامة في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (ت 852هـ/1449م)

المستخلص

فإنّ صحابة رسول الله (r) من الرجال والنساء هم النجوم الزاهرة التي اهتدى بها المسلمون في بناء حياتهم وفي إقامة مجتمع إسلامي يسير على كتاب الله وسنة نبيه (r)، إذ إنّ سير الصحابة والصحابيات خاصة هي زينة التاريخ وحليته، فهي تربية عملية للنفوس وغرسًا للفضائل والتدريب على التجمل بالآداب الإسلامية، إذ خالط الإسلام بشاشة قلوبهم وأشرقت تعاليمه في نفوسهم، فكانوا هم المفسرين لكتاب الله (عز وجل) والراوين لسنّة نبيه (r) والمطبقين لأحكامه بحكمة واعتدال.

فكان للصحابيات (رضي الله عنهن) من هذا الفضل القدر الكبير والحظ الوافر، إذ أعزَّ الإسلام المرأة وأنصفها وأعطاها من الحقوق مثل ما عليها من الواجبات، فقد أدركت المرأة المسلمة منذ بزوغ فجر الإسلام دورها في الكثير من الأحداث التاريخية التي كانت من أهمها الهجرة النبوية، إذ ساهمت في الإعداد لها منذ بدايتها، فعند هُجرة المسلمون من مكة إلى الحبشة ثم إلى المدينة خرجنَ معهم إلى جانب الصحابة العديد من الصحابيات، فكان لهنَّ دور واضح في نشر الإسلام وتثبيت العقيدة في نفوس الناس امتثالاً لأوامر الله تعالى ورسوله الكريم (r)، كما شاركنَ في الحروب إلى جانبهم من خلال معالجة الجرحى وسقي الجنود الماء كما برز تأثير كثير من الصحابيات في الحياة العلمية فمنهن مَن كان لهن تأثير بارز في تعليم النساء وأولاد المسلمين القراءة والكتابة، ومنهن مَن كانت راوية للأشعار، إذ نظمت الكثير من الصحابيات الأشعار في مختلف المواقف كالمراثي والغزوات وتشجيعها للرجل بتنظيم الأشعار الحماسية وغيرها، وهناك أيْضًا مَن كان لهن تأثير في رواية الأحاديث النبوية الشريفة نقلاً عن الرسول (r) وصحابته الكرام، فضلاً عن دورهنّ في المجالات الأخرى.

فكان لهؤلاء النساء المهاجرات مبادئ ترسخت في نفوسهنّ ومواقف شجاعة عندما هاجرنَ مُخلِفات وراءهنَّ الأهل والديار، فارات بدينهنَّ إلى الله تعالى ورسوله الكريم (r) نحو غايات كانت من أهمها رفع راية الإسلام وإعلاء صوت الحق؛ ولذلك فإنّ دراسة سير حياة هؤلاء الصحابيات يحفز على السير على خطاهنّ والاقتداء بهنَّ؛ لأنَهنَّ نماذج نتعلم منهنّ الصبر والقوة والثبات والأخلاق الفاضلة.

أمّا عن أهميّة دراستنا فتكمن من خلال كتاب التراجم المعروف الذي هو بعنوان (الإصابة في تمييز الصحابة)، إذ تمثلت الدراسة في  إفراد الصحابيات المهاجرات بشكل مستقل وبيان دورهنّ وتأثيرهنّ في الإسلام والحياة العلمية فجمعناهن في هذه الدراسة تسهيلاً للباحثين عن المهاجرات بشكل خاص إذ يمَكنهم ذلك بالرجوع إلى هذه الدراسة بدلاً من البحث عنهن في صفحات الكتاب المتناثرة، لا سيما أنّ ابن حجر لم يفرد للصحابيات المهاجرات فصل معين خاص بهن، إنّما جمع كل الصحابيات في الجزء الأخير من كتابه هذا مرتبات حسب حروف المعجم.

ويعد ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ/1448م) رائدًا في هذا المجال فهو من المؤلفين الذين اهتموا كثيرًا في الحديث عن الصحابة والصحابيات وكتابه (الإصابة في تمييز الصحابة) يُعدّ عمدة الكتب، إذ رتبه ترتيبًا دقيقًا وفقًا لحروف المعجم، وقد افاد ابن حجر من الذين سبقوه في التأليف في هذا الجانب، إذ إنّه وقف على أخطائهم وما أصابوا فيه، وقد ذكر ذلك في مقدمة كتابه (محور دراستنا).

أمّا عن هيكلية الدراسة فقد قسمناها استنادًا إلى ما اقتضته طبيعة الدراسة على أربعة فصول سبقتها مقدّمة وتلتها خاتمة متبوعة بقائمة مصادر ومراجع وملخصًا باللغة الانكليزية، إذ شمل الفصل الأوّل دراسة سيرة المؤلف وكتابه (الإصابة في تمييز الصحابة) من حيث ذكر اسمه ونسبه وولادته ونشأته وكناه وألقابه وعائلته وعصره وشيوخه وتلامذته ومؤلفاته ورحلاته العلمية وآراء العلماء فيه ووفاته، ثم سلطنا الضوء بعد ذلك على كتابه من خلال ذكر أسباب تأليفه ووصفه، ثم بَيَّنا منهجه في عرض الروايات وأهم موارده في تأليف كتابه هذا.

وشمل الفصل الثاني: مفهوم الصحابيات لغةً واصطلاحًا ثم مفهوم الهجرة لغةً واصطلاحًا ثم بيَّنا أسباب ودوافع الهجرة إلى الحبشة، موضحين مكانة المرأة وحقوقها في الإسلام مبينين سيّر الصحابيات المهاجرات إلى الحبشة من حيث اسمهنَّ ونسبهنَّ وإسلامهنَّ وهجرتهنَّ.

أمَّا بخصوص الفصل الثالث: فقد خصصناه لسيّر أهم الصحابيات المهاجرات إلى المدينة متبعين الخطة ذاتها في الفصل الثاني.

وختمنا الفصل الرابع بذكر أثر الصحابيات المهاجرات مِمَن ذكرهن ابن حجر في كتابه (الإصابة) والوقوف على أثرهن في الإسلام والحياة العلمية والوقوف على أثرهنَّ في بيعة العقبة الأولى، ثم ثبات الصحابيات المهاجرات على الإسلام ثم بيّنا أثرهنَّ في الجهاد والغزوات وبعد ذلك عرضنا دورهنَّ في الحياة العلمية من حيث التفقه في الدين والكتابة والتعليم وإنشاد الأشعار، ثم بيّنا أثرهنّ في رواية الأحاديث والسُنّة النبويّة الشريفة.

الدراسات السابقة التي تناولت كتاب الإصابة لابن حجر العسقلاني:

تناول الباحثون العديد من الدراسات مِمَن سبقوا دراستنا التي نحن بصددها وبجوانب متعددة من خلال كتاب (الإصابة في تمييز الصحابة) لابن حجر العسقلاني، والتي سيتم تبيانها كالآتي:

  1. أطروحة دكتوراه غير منشورة بعنوان (المرأة في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني (852هـ/ 1448م) دراسة تاريخية)، نهاد نعمة مجيد الشمري، جامعة بغداد، كلية التربية للبنات، قسم التاريخ، (بغداد- 2015م).
  2. رسالة ماجستير غير منشورة بعنوان (الشعر في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني)، عمار عيدان باني الخزرجي، الجامعة المستنصرية، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، (بغداد- 2010م).

أمّا بخصوص الدراسات السابقة التي تناولت الصحابيات بصورة عامة فهي كالآتي:

  1. رسالة ماجستير غير منشورة بعنوان (أثر الصحابيات الأنصاريات في المجتمع المدني في عصر النبوة والخلافة الراشدة دراسة تاريخية)، زهراء أحمد، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كلية العلوم الاجتماعية، (السعودية/ الرياض- 1435هـ/2014م).
  2. رسالة ماجستير غير منشورة بعنوان (صحابيات الرسول (r) دراسة تاريخية تحليلية في فئاتهن وخدماتهن)، مناف عبد الإله إبراهيم، جامعة الموصل، كلية الآداب، قسم التاريخ، (الموصل-2004م).

ومع كل هذه الدراسات التي سبقتنا وما تحويه من مادة تاريخية إلّا أني لم استفد منها لأني لم استطع الوصول إليها.

أمّا المنهج الذي اتبعته في هذه الدراسة فهو المنهج التاريخي الوصفي، فالمنهج التاريخي يعني جمع البيانات والمعلومات التي دونت في الماضي وتنقيحها وتحليلها وتقديمها بأسلوب موضوعي، أمّا المنهج الوصفي فهو عبارة عن طريقة لوصف الموضوع المراد دراسته من خلال منهجية علمية صحيحة وتصوير النتائج التي يتم التوصل إليها على أشكال رقمية معبرة يمكن تفسيرها.

اترك تعليقاً